بعد فتح الأندلس في العام 92 هجري استمر حكم الدولة الإسلاميّة فيها لمدة 8 قرون امتازت بأنها أصبحت أكثر الدول تحضراً ومدنيّة آنذاك، إلى أن انحسر الإسلام فيها في مدينة غرناطة التي ما لبثت هي الأخرى حتى سقطت في العام 1492 ميلادي، بتوقيع الملك أبي عبد الله الصغير آخر ملوكها، لمعاهدة استسلام، تمت بين المسلمين والكاثوليكيين الملك فيرناند ووالملكة إيزابيلا.[1]
أدى مرور الدولة الإسلاميّة في الأندلس بفترات الضعف إلى انحصارها في مدينة غرناطة التي انحدرت فيها الأوضاع بشكل كبير ومتفاقم، مما أدى لسقوطها أيضاً، ومن أهم الأسباب المؤدية لسقوطها ما يلي:[2]
انتشر فيها شرب الخمر دون تطبيق لحدود الله على شاربيه، إضافةً لانتشار الرقص، والغناء واللهو، وإقامة المدارس لتعليم الموسيقى والأغاني في الوقت الذي كانت تسقط دول الأندلس واحدة تلو الأخرى.[3]
سارع المسلمون في إقامة علاقات مع الصليبيين، وإحسان الظن بهم، ومجاملتهم وتقديم الهدايا لهم، والاستعانة بهم على بعضهم، والوثوق بالعهود التي قطعوها لهم.[3]
قاد النزاع بين المسلمين على اختلاف طوائفهم سواءً أكانوا عرب، أو بربر، أو يمانيّة، أو قيسيّة على أمور الحكم والمناصب إلى إراقة الدماء فيما بينهم، وخسارة أعداد كبيرة من المسلمين.[3]
أدى انشغال العلماء في مسائل الخلافة ومنافقة الحكام إلى ابتعادهم عن دورهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافةً لدورهم في الإصلاح والدعوة للجهاد.[3]
ساد الترف والرفاهية الماديّة مما أدى لحب الدنيا والتمسّك بها، والإحجام عن الجهاد والدفاع عن العرض، والدين والكرامة،[3] إضافةً لتوجيه المخزون المادي لهذا الترف نحو صناعة الحضارة والإنسان والعلم خارج حدود قرطبة باتجاه دول أوروبا.[4]