-

متى ظهر شعر التفعيلة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شعر التفعيلة

يعتبر شعر التفعيلة من مظاهر التجديد الأدبي الذي ظهر في العصر الحديث، كما ويعدُّ تغييراً حاسماً في مسيرة الشعر العربي، وذلك لارتباطه بالتحول العميق على الصعيد الموسيقيّ، وأنماط التعبير الإبداعية والفكرية، ويتميز شعر التفعيلة بخصائص وصفات تميزه عن غيره من الأنواع، وسنتعرف في هذا المقال على بداية ظهوره، وأبرز العوامل التي أدت إلى ذلك، وأهمّ أعلامه.

بداية ظهور شعر التفعيلة

كان الظهور الأول لشعر التفعيلة في العراق على يد الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة في قصيدتها الشهيرة (الكوليرا) والتي نشرتها عام 1947م، وكذلك على يد الشاعر بدر شاكر السياب في ديوانه (أزهار ذابلة) والصادر في كانون الأول من عام 1947م. وبهذا يمكننا القول أنّ الظهور الأول لشعر التفعلية كان في عام 1947م.

عوامل ظهور شعر التفعلية

  • انتهاء الحرب العالمية الثانية وما جرى عنها من دمار سياسي واجتماعي ونفسي.
  • انتماء الكثير من المثقفين العرب إلى التيارات والمذاهب السياسية والفكرية المختلفة.
  • تأثر رواد هذه المدرسة بالشعر الإنجليزي، وخاصة شعر إليوت في قصيدته الأرض الخراب.
  • التأثر بالواقعية، حيث استطاع الشعر العربي تجاوز الرومانسية التي أعلت من قيمة الفرد، والتقيد بالواقع والقضايا الموضوعية.
  • استيقاظ الوعي العربيّ، والثورة على الظلم بأنواعه المختلفة، والثورة على الجهل والفقر.

الخصائص الفنية لشعر التفعلية

  • الهروب من التناظر في القصيدة، أو ما يُعرف بشعر الشطرين، والاعتماد على وحدة التفعلية، ولكن دون التقيد بعدد معين للتفعيلات.
  • توظيف الأسطورة كونها وسيلة وطريقة للتعبير عن التجارب التي يعيشها الفرد، ولأنّ من خلالها يستطيع الشاعر أن يُقيم توازناً بين العاطفة والفكرة.
  • النزعة الدرامية التي تعتمد على رسم الشخصيات، والحوار، والسرد القصصيّ، حيث تعمل هذه الأمور على تجسيد التجربة الشخصية في إطار موضوعي.
  • الاعتماد على لغة واقعية حية ذات دلالات رمزية تلائم الموضوع، حيث تتيمز بالموضوعية، والإيحاء.
  • التخلص من القافية الموحدة التي تُضعف القصيدة كما يراها شعراء هذا المذهب، والاعتماد على التدفق العاطفي واستعمال قوافٍ تُحقق الوحدة العضوية والموضوعية.

أهم أعلام شعر التفعلية

بعد ظهور بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ظهر عبد الوهاب البياتي من خلال ديوانه المعروف (ملائكة وشياطين) في عام 1950، حيث أضاف من خلاله سمات جديدة ومميزة للشعر العربي الحر. ثمّ توالى ظهور الشعراء ومنهم: صلاح عبد الصبور من مصر، وخليل الحاوي وأدونيس من لبنان، ونزار قباني من سوريا، وفدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم من فلسطين، ومحيي الدين فارس من السودان.