-

متى توفيت أم كلثوم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعتبر أم كلثوم واحدة من أشهر المطربات ليس على المستوى المصري أو العربي بل على المستوى العالمي، فهي التي تمتاز بصوت من النادر أن يجد الإنسان مثله عند أي شخص آخر، فهي بحق معجزة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

ولدت أم كلثوم في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر للعام 1898 ميلادية، وبسبب عدم وجود أي وسيلة لتوثيق الميلاد رسمياً فقد سجلت أم كلثوم رسمياً على أنها من مواليد العام 1908 ميلادية، ومن هنا فقد أصبح هذا العام هو عام ميلادها وتحديداً في الشهر الرابع من مايو. ولدت أم كلثوم في محافظة الدقهلية المصرية لمؤذّن في مسجد في قرية طماي الزهايرة، والذي يتبع لميت غمر.

امتازت أم كلثوم منذ صغرها بحفظها للعديد من الموشحات والقصائد الشعرية وعرفت أيضاً بصوتها الجميل منذ الصغر فقد كانت تغنّي وهي صغيرة في منزل شيخ قريتها. ومن هنا بدأ صيت هذه المطربة العظيمة بالظهور والانتشار بين الناس، فقد كانت من هذا العمل تدخل دخلاً إضافياً إلى عائلتها، إلا أن الأمر قد تطوّر عن هذا الحد، فأصبح دخلها هو المصدر الأساسي والرئيسي في الأسرة، خاصّة عندما أصبح خالد أخو أم كلثوم منشداً مشهوراً هو الآخر.

العام 1916 كان علامة فارقة في تاريخ أم كلثوم الفني، فقد انتقلت إلى القاهرة مع الوالد، بناء على إلحاح كبير من أبو العلا محمد وزكريا أحمد، فقد أحيت أم كلثوم ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين يكن باشا. ومن هنا فقد بدأ صيت هذه المطربة الرائعة ينتشر أكثر فأكثر، إلى أن تعرفت على محمد القصبجي، الذي قدم لها المعاونة على كافة الصعد والمستويات، كما وتعاونت أم كلثوم مع رياض السنباطي، وهكذا ظل نجم أم كلثوم في الصعود إلى أن جاءت الستينات.

في الستينات تحولت أم كلثوم من مجرد مطربة عادية تمتاز بالصوت الجميل الذي لا ينافسه أحد، إلى مطربة مقدسة، فقد كانت أم كلثوم تقدم واحدة من أغانيها في كل شهر مرة، الأمر الذي دفع بالناس إلى التسمر بجانب المذياع في هذه الليلة لسماع صوتها الرنان، حتى وصل الأمر بالناس إلى إخلاء الشارع في فترة تأدية أم كلثوم لأغنياتها. هذا الأمر لفت العديد من الشعوب الأخرى إلى هذه القامة الفنية العربية العالمية الأمر الذي دفع بالعالم أيضاً إلى تقديسها.

من أبرز الأغاني التي قدمتها أم كلثوم " أراك عصي الدمع " و رائعة " إنت عمري " و " الأطلال "، وما هذه الأغاني الثلاثة إلى كنقطة في البحر مما قدمته هذه السيدة العظيمة.

وفاتها

وفاة أم كلثوم كانت أسطورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلقد أظلم العالم بوفاة هذا الهرم المصري العظيم، أما العرب فقد ألجموا ولم يعودوا قادرين على أن يتكلموا من وقع الخبر عليهم. ففي أثناء تأدية أم كلثوم لبروفاتها الغنائية سقطت أم كلثوم بسبب معاناتها من التهاب الكليتين، مما اضطرها إلى السفر إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج هناك، وفي الثاني والعشرين من شهر يناير في العالم 1975 ميلادية انتشر خبر مرض القامة الفنية العملاقة أم كلثوم بين الناس، مما دفعهم إلى أن يتبرعوا لها بوحدات الدم من كافة الأماكن.

توفيت أم كلثوم – رحمها الله تعالى – في الثالث من شهر فبراير من العام 1975 ميلادية، وكان صدى وفاتها مدوياً وملجماً للناس الذي رفضوا تصديق هذا الخبر، وأعلنت دول العالم هذا الخبر ببالغ الحزن والأسى وقد عبرت الصحف العالمية عن مدى التأثر الذي أصاب الدول بهذا الخبر، فحتى لو لم تكن شعوب العالم تعي كلام أم كلثوم إلى أن الموسيقى تصل إلى القلب مباشرة. الأهم من هذا كله أن جنازة أم كلثوم – رحمها الله تعالى – هي من أكبر ثماني جنازات في العالم كله.