-

متى تطلع الشمس من مغربها

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

متى تطلع الشمس من مغربها

يكون طلوع الشمس من مغربها بعد ظهور عدد من الآيات منها ظهور المسيح الدجال، ذلك أنّ آية طلوع الشمس من مغربها يغلق عندها باب التوبة، وتدلّ على ذلك نصوص الأحاديث النبوية، قال عليه الصلاة والسلام: (ولا تزالُ التَّوبةُ مقبولةً حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ منَ المغرِبِ، فإذا طلعَت طُبِعَ على كلِّ قَلبٍ بما فيهِ، وَكُفيَ النَّاسُ العَملَ)،[1] أما الأحاديث التي تفيد أولية ظهور الشمس من مغربها فتحمل على ظهور الآيات العظيمة الغريبة المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، بينما تدل علامة المسيح الدجال وعيسى عليه السلام على قرب حدوث الساعة لأنّهما من جنس البشر، وقال العلامة ابن حجر في الفتح ما ملخصه، قال الطيبي إنّ الآيات هي أمارات للساعة، فإما أن تكون أمارات دالة على قرب حصولها كأمارة المسيح الدجال، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى عليه السلام، وإما أن تكون أمارات دالة على حصولها مثل طلوع الشمس والدخان، وقال الحاكم أبو عبد الله إنّ الظاهر أنّ طلوع الشمس من مغربها يكون سابقاً لخروج الدابة التي تكون على أثرها أو قريباً منها، والحكمة في ذلك أنّه بطلوع الشمس من مغربها يغلق باب التوبة، ثمّ يكون في خروج الدابة تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة حيث تميز الدابة المؤمن من الكافر.[2]

قول آخر في وقت طلوع الشمس من مغربها

قال الإمام القرطبي نقلاً عن بعض العلماء إنّه قد جاء في الروايات أنّه إذا خرج قوم يأجوج ومأجوج وأهلكهم الله تعالى بالنغف في أعناقهم، فخلت الأرض منهم، ثمّ قبض الله نبيه المسيح عليه السلام ثمّ تطاولت الأيام على الناس، وأخذ الناس في الرجوع إلى عاداتهم، وأحدثوا من الفسوق والعصيان، يخرج الله تعالى لهم دابة من الأرض تميز الكافر من المؤمن حتى يرتدع الكفار عن كفرهم، ويرجعوا عما هم فيه من الكفر والفسوق، ثمّ تغيب عنهم الدابة ويمهلوا، فإذا أصروا على كفرهم طلعت الشمس من مغربها فلم تقبل بعد ذلك توبة من كافر أو فاسق، ثمّ أزيل الخطاب والتكليف عن الناس، ثمّ تكون الساعة قريبة من ذلك.[3]

الأدلة على طلوع الشمس من مغربها

قال عليه الصلاة والسلام: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، قال تعالى يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)،[4][5] ففي هذا الحديث دلالة على أنّ طلوع الشمس من مغربها هي من علامات الساعة الكبرى، كما دلت أحاديث أخرى منها حديث الباب على أنّ المقصود من (بعض آيات ربك)، آية طلوع الشمس من مغربها، ومن الأدلة كذلك على هذه الآية حديث: (اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر، فقال، ما تذاكرون، قالوا: نذكر الساعةَ، قال إنّها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ، فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ، خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم).[6]

المراجع

  1. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن وقدان ابن السعدي، الصفحة أو الرقم: 3/133، خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح .
  2. ↑ "طلوع الشمس من المغرب / فتوى رقم 99943"، إسلام ويب ، 2007-10-08، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-17. بتصرّف.
  3. ↑ محمود رجب حمادي الوليد (2002)، كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن (الطبعة 1)، بيروت-لبنان: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 295. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الإنعام، آية: 158.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 157، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، خلاصة حكم المحدث صحيح.