ما هو أفضل وقت لقيام الليل
قيام الليل
يُعرف قيام الليل شرعاً بأنه قضاء الليل أو جزء منه مهما طال أو قصر في عبادة الله سبحانه وتعالى، والعبادة تشمل أداء الصلاة النافلة الزائدة عن الفريضة، أو أداء الصلوات المفروضة الفائتة في أعوام خلت، وقراءة الآيات القرانية من السور الطويلة والقصيرة سواء غيباً أم عن المصحف، وذكر الله جل وعلا بالحمد والاستغفار والتسبيح والتهليل والمناجاة، لذا سنتحدث في هذا المقال عن أفضل وقت لقيام الليل، بالإضافة إلى فضائل القيام، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
أفضل وقت لقيام الليل
يمتد وقت قيام الليل من بعد أذان المغرب وحتى أذان الفجر، إلا أنّ أفضل وقت للقيام يكون في جوف الليل، وجوف الليل هو الثلث الأخير منه، وإذا ما احتسبنا أنّ مدة القيام تصل إلى عشر ساعات فإنّ الثلث الأخير يبدأ قبيل أذان الفجر بنحو ثلاث ساعات ونصف، أما السبب وراء أفضلية هذا الوقت على غيره هو ما جاء في الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: (ينزلُ اللهُ في السماءِ الدنيا لِشطرِ الليلِ، أو لِثُلُثِ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأَستجيبَ له! أو يسألُني فأُعطِيَه! ثم يقولُ: من يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظَلُومٍ!) [صحيح].
لا بد من التنويه إلى ضرورة الأخذ بأسباب إجابة الدعاء كإخلاص النية لله تعالى، والبدء بالحمد والثناء والصلاة على النبي، ورفع الأيدي، وعدم استعجال الاجابة، واليقين بالله جل وعلا فقد روى أبو هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (فاسألوه وأنتم موقِنون بالإجابةِ) [حسن]، إضافة إلى ضرورة التوجه لله في جميع الأحوال من السراء والضراء، والاعتراف بالذنب، والكسب الحلال.
سنة النبي في قيام الليل
تؤدى صلاة القيام مثنى مثنى على أن يتم التسليم بين كل ركعتين، فيما لم تحدد عدد ركعات هذه الصلاة كونها نافلة لا فريضة، أما حسب ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزد في قيامه عن إحدى عشرة ركعة حسب ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولم يزد في قيامه عن ثلاث عشرة ركعة حسب ما روته أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، علماً أنّ الزيادة لا حرج فيها، فالأمر في النوافل واسع، ويصح الزيادة فيها طالما لم يأت نص صريح بالأمر أو النهي.
فضائل قيام الليل
- مدح الله أهل القيام في كتابه العزيز، فقد جمعوا بين العبادة والقربات اللازمة والمتعدية.
- أثاب الليل أهل القيام بجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
- علامة من علامات المتقين، نظراً لما يتطلبه من نهوض في الليل، وهجر للفراش.
- أفضل صلاة بعد الفريضة نظراً لما فيها من إخلاص لله دون رياء أو مباهاة، وخشوع ملؤه التفكر والتدبر.
- سبب من أسباب اجتناب النيران.
- شرف للمؤمن.
- سبب من أسباب إجابة الدعاء سيما في الثلث الأخير منه.