متى تكون الرؤيا صادقة
الرؤيا
تعرف الرّؤى والأحلام على أنّها أحداثٌ غير حقيقيّة أو خيالات يراها الإنسان في منامه، وتترجم هذه الخيالات من خلال العقل الباطن للإنسان، فقد تكون عبارة عن حديث نفس يعبّر فيه الإنسان عن خلجاتِ نفسه، وما يفكّر فيه في واقع حياته، وقد تكون تلك الأحلام أحداثاً وقصصاً تختلف عن الواقع، وتكون فيها أمورٌ خياليّة أو خارقة للعادة، ويتحدثُ الناسُ في مجالسِهم عادةً عمّا يرونَه في مناماتهمْ، وقد تكون تلك الأحلام أحداثاً تتحقّق على أرض الواقع، وتسمّى بالرّؤيا الصّادقة، فما هي الرّؤيا الصّادقة، ومتى تكون الرّؤى صادقة.
معنى الرّؤيا الصّادقة
ميّز النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بين الرّؤيا الصّادقة والأحلام من حيث مصدرها، فالرّؤى الصّادقة مصدرها الله عزّ وجل، بينما الحلم من الشّيطان وخاصّة الأحلام المزعجة، أو ما يصطلح على تسميته الكابوس، وكذلك الرّؤيا الصّادقة فهي جزءٌ من ستّة وأربعين جزءاً من النّبوة، وقد كان ابتداءُ أمر النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- الرّؤيا الصّادقة، حينما كان يرى الرّؤى التي تتحقّق على أرض الواقع كفلق الصّبح، بينما الأحلام يكون معظمها أضغاث أحلام، وإن كان لبعضها تفسيرٌ أو تحقيق على أرض الواقع، وذلك كما حدث مع ملك مصر الذي رؤى حلماً فسّره له سيّدنا يوسُف -عليه السّلام- وتحقّق.
تعتبرُ الرّؤيا الصّادقة من المبشّرات التي ذكرها الله -عز وجل- في كتابه الكريم، وهي خاصّة بالأنبياء والصّالحين والأولياء، قال تعالى "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم".
أسباب صدق الرّؤى
لا شكّ أنّ للرّؤيا الصّادقة أسباباً لا تتوافر إلاّ لمَن كان عنده صفات التّقوى والصّلاح، ولمن يظهر عليه سمت الإيمان، فكلّما كان الإنسان صادقاً بعيداً عن الكذب كانت رؤياه أصدق، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: "أصدقكم رؤيا، أصدقكم حديثاً"، كما أنّ آخرَ الزّمان هو مظنّة كثرة الرّؤى عند المؤمنين بسبب اشتداد الخطوب وكثرة الفتن التي تحيط بالمسلم، فيحتاج حينئذٍ إلى الرّؤى والمبشّرات حتّى تثبّته على دينه.
متى تكون الرّؤيا صادقة
تعتبرُ الرّؤيا رؤيا صادقة عندما تتحقّق فعلاً وحقيقةً على أرض الواقع، فإذا رأى الإنسان في منامه شيئاً يفرحه، فمن السنّة ألاّ يحدث به أحداً إلاّ مَن يحبّه، وأن ينتظرَ تحقّقه على أرض الواقع فيعلم أنّها رؤيا حقّ وصدق.