-

متى يجب الجهاد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

متى يجب الجهاد

الجهاد في سبيل الله من أعظم الطّاعات التي يتقرّب بها المسلم إلى خالقه سبحانه وتعالى، وبه قام الإسلام، ورفرفت رايته عاليةً خفّاقةً، فالجهاد ذروة سنام الإسلام، وجاء لإعلاء كلمة الله عزّ وجلّ، ونشر دعوته بين جميع الناس، وأجمع العلماء أنّه فرض كفاية، فلو جاهد عدد كافٍ فلا إثمَ على الباقين، ولكنّه يَجب في الحالات التالية:[1]

  • هُجوم أهل الكفر، وأعداء الإسلام على مكان مُحدّد من ديار المسلمين، فمن الواجب على أهل ذلك المكان أن يُدافعوا عن أنفسهم، ويُحاربوا أعداءهم، ويُقاتلوهم.
  • صُدور الأمر بالقتال من وليّ الأمر، فيَجب على أتباعه تلبية النداء.
  • التقاء طرفي القتال مع بعضهما، فحينها يَحرُم على كل من هو موجود أن يهرب، ويترك القتال، حيث قال جلّ جلاله: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحفًا فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ * وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّـهِ وَمَأواهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ).[2]

شروط وجوب الجهاد

الذكورة، والبلوغ، والسلامة من أيّ عجز، أو علّة تُعيق المجاهد عن القتال، فالجهاد ليس واجباً على النساء، ولا على كلّ من هو دون سنِّ البلوغ، ولا على العاجز، ومن شروطه أيضاً الإسلام، والعقل، فالجهاد من الكافر ليس صحيحاً، والمجنون غير مُكلّف، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ).[3]وكذلك القدرة على الإنفاق، وامتلاك المال الكافي، لجلب السلاح، وتأمين نفقة المجاهد وأولاده، قال جلّ وعلا في كتابه العزيز: (وَلا عَلَى الَّذينَ لا يَجِدونَ ما يُنفِقونَ حَرَجٌ).[4][5]

الحكمة من مشروعية الجهاد

للجهاد حِكم كثيرة ومنها:[6]

  • الشهادة في سبيل الله عزّ وجلّ، فالشهداء لهم درجة عالية عنده سبحانه، والله جلّ في عُلاه يجب أن يختارَ من عباده شهداء يُقاتلون في سبيله، وسبيل مرضاته، والطريق الوحيدة إلى نيل الشهادة مواجهة الأعداء ومُحاربتهم.
  • الدفاع عن دولة الإسلام، وحمايتها من الكفار.
  • مُحاربة الفتنة، سواء فتنة إعراض أهل الكفر عن اتباع الحق، أو فتنة فرض الحصار على المسلمين، وتعذيبهم من قبل أعدائهم، ليتركوا دين الإسلام.
  • دبّ الرّعب، والفزع في قلوب الكفار، وإذلالهم.
  • قتال أعداء الإسلام، وردعهم، قال سبحانه وتعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).[7]وقال العلماء إنَّ الوقوف في وجه المُعتدين وصدّهم؛ فرض عين على كل من يستطيع ذلك.
  • تطهير أهل الإيمان من ذنوبهم، وآثامهم.
  • مُحاربة الفساد، ومنع انتشاره.
  • معرفة كل من يسكن في قلبه النفاق.
  • هداية الناس، وجعلهم يتركون عبادة العباد، ويلتفتون لعبادة الله سبحانه وتعالى ربِّهم وربِّ جميع المخلوقات، قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ).[8]وهذا السبب هو الذي دفع بالصحابة رضوان الله عليهم، ومن جاء بعدهم من المؤمنين للقيام بفتوحاتهم.
  • جمع الغنائم.

المراجع

  1. ↑ علي بن عبدالعزيز الراجحي، "الجهاد في سبيل الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-26. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الأنفال، آية: 15-16.
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 4403، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  4. ↑ سورة التوبة، آية: 91.
  5. ↑ "شروط الجهاد في سبيل الله و من يسقط عنهم الجهاد"، fatwa.islamweb.net، 2001-4-23، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-26. بتصرّف.
  6. ↑ "دليل المسلم الجديد - (30) الجهاد في الإسلام "، ar.islamway.net، 2016-8-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-26. بتصرّف.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 190.
  8. ↑ سورة البقرة، آية: 193.