-

متى تم فتح مصر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مصر

خضعت مِصر لعددٍ من الحملات والمعارك العسكرية الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة، وكانت حينها مصر على العهد البيزنطي، بعد أن تمكن المسلمون من انتزاع الحُكم من الروم من ولاية مصر أيضاً، وانضمت لراية الدولة الإسلامية، كما كان الفرس الساسانيون قد انتزعوا الولاية من المسلمين والبيزنطيين.

فتح مصر

يعتبر فتح مصر امتداداً لفتح بلاد الشام، وجاء ذلك بعد أن فُتحت فلسطين وحُررّت من العهد الروماني، إذ قدّم الصحابي عمرو بن العاص اقتراحاً على الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بفتح البلاد سعياً في توفير الآمان للفتوحات وحماية ظهر المسلمين وصد هجمات الروم المنسحبين من بلاد الشام نحو مصر وتمركزوا فيها، إلّا أنّ الخليفة كان يخشى على الجيوش الإسلامية من اقتحام أراضي إفريقيا بعد أن وصفها بالمفرقة، فقوبل الاقتراح بالرفض في مطلع الأمر، إلّا أنّه تمت الموافقة عليه بعد ذلك.

بدأت الإمدادات بالإرسال نحو مصر عبر الطريق الذي اجتازه قمبيز والإسكندر من قبله، فتجاوز سيناء والعريش والفرما، ثم بلبيس حتى وصلوا حصن نابليون أقوى حصون مصر الرومية، فبمجرد سقوطه بدأت باقي الحصون بالسقوط تدريجياً كالدلتا والصعيد، وذُللّت أمام الجيوش الإسلامية، وكان ذلك في مطلع شهر محرم في سنة 20 هـجرية، وكان هذا الفتح بمثابة بوابة لانتشار الإسلام في دول شمال أفريقيا.

دوافع فتح مصر

تكمن الأهمية وراء إيلاء فتح مصر اهتماماً كبيراً لأن لها مكانة سياسية واقتصادية وجغرافية مرموقة، حيث تتسم بعددٍ من الخصائص والإمكانات تنفرد بها عن غيرها، إذ اعتبر القائد عمرو بن العاص بأنّ فتحها يعتبر قوة للمسلمين وعوناً لهم، ومن أهم الدوافع لفتح مصر:

الدافع الديني

توجّهت أنظار المسلمين إلى مصر لفتحها سعياً لنشر الإسلام فيها وبكافة أنحاء أفريقيا، ويذكر بأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد وجه دعوة الإسلام للمقوقس سلمياً، وعاود الخليفة الصديق الكرّة بالدعوة بعد توليه الخلافة، فابتعث الصحابي خاطب بن أبي بلتعة لذلك، أما في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فابتعث الصحابي كعب بن عدي بن حنظلة، فأظهر المقوقس رداً حسناً لذلك، ولم يكن نشر الدعوة الإسلامية سلمياً في الأراضي المصرية أمراً سهلاً بحكم وجود الروم، وكان لا بد من الاهتمام بأمر فتحها نظراً لمكانتها الدينية لدى المسلمين إذ جاء ذكرها عدة مرات في القرآن الكريم، واقترن ذكرها بأحداث قصصِ الرسل عليهم السلام ومن بينهم يوسف وموسى.

الدافع العسكري

سارع المسلمون إلى فتح مصر ودخول أراضيها لاعتبارها امتداداً طبيعياً لجنوب فلسطين التي تخضع للمسلمين، كما أنّ للاستيلاء على مصر أهمية عسكرية لوجود ثغور وسفن تساعد المسلمين في السيطرة على مدن الشام الشمالية المطلة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، لذلك كان لا بد من فتحها كضرورة حربية للمضي قدماً في فتح بقية بلاد الشام.

الدافع السياسي والاقتصادي

اتسعت قاعدة المعلومات لدى المسلمين حول الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها مصر بعد أن نهبت روما ثروات البلاد وخيراتها، بالإضافة إلى ما يعيشه المصريون الأقباط من اضطهاد ديني على يد البيزنطيين، فاتضحت الرؤية لدى المسلمين بضرورة ضم مصر لسائر بلاد المسلمين لانعاش الاقتصاد المصري والانتصار للأقباط وإضعاف البيزنطيين.