متى كانت غزوة حنين طب 21 الشاملة

متى كانت غزوة حنين طب 21 الشاملة

غزوة حُنين

الغزوات والمعارك التي وقعت في تاريخ الأمّة الإسلاميّة كثيرة، إلّا أنّ لغزوة حُنين خصائص تجعلها تختلف اختلافاً كُلياً عن باقي الغزوات التي خاضها المسلمون بقيادة الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لِما رافقها من وقائع والأحداث، ولما فيها من عِبر ودروس عديدة، ولتميّز الفترة الزمنية التي وقعت فيها غزوة حُنين؛ فقد تزامنت الغزوة مع ظهور قوة الدولة الإسلاميّة، وكان المسلمون وقتها في أبهى درجات القوة والمنَعة، وكان الناس جميعاً يخطِبون وُدَّهم، فمتى وقعت غزوة حُنين، وما هي أسبابها ونتائجها، وما هي أبرز وقائعها؟

تاريخ غزوة حُنين

كانت غزوة حُنين من أواخر الغزوات التي خاضها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقد حدثت في السنة الثامنة من الهجرة النبويّة الشريفة، في اليوم السابع من شهر شوال، وكان عدد المسلمين يقارب اثني عشر ألف مقاتل؛ منهم عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفان من أهل مكّة، أمّا مكان حدوث وقائع غزوة حُنين فقد كان في وادي حُنين، الذي يقع جوار منطقة ذي المجَاز، ويفصل بينه وبين مكّة المكرمة ما يُقارب سبعة وعشرين كيلومتراً تقريباً.[1]

أسباب غزوة حُنين

كان لاشتعال جذوة معركة حُنين عدّة أسباب، أهمّها ما يأتي:[2]

أحداث غزوة حُنين

عزمت ثقيف على استباق الأحداث عندما أدركت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سيتفرَّغ لهم بعد فراغه من قريش، وكان مالك بن عوف قائدهم، فرأى أن يسوق خلفه النساء والأولاد والأموال، حتّى لا يفِرَّ أحد من المقاتلين، فيسعوا جميعاً إلى النصر أو الموت، أمّا جيش المسلمين فقد سار بقيادة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مُتّجهين إلى حُنين للقاء ثقيف ومن معهم، وكان جيش هوازن وثقيف يفوق جيش المسلمين في العدد بما يقارب الضّعف، فاغترّ أفراد جيش هوازن وثقيف بأنفسهم، وقالوا: (لن نُغلَب اليومَ من قِلّة).[4]

اتّخذ مالك بن عوف قائد جيش هوازن وثقيف العديد من الوسائل التي تُعينه على النَّصر على المسلمين، فشحَذ الهِمَم، ورفع الرّوح المعنويّة لجُنده بعد أن خطب بهم وحثَّهم على الثّبات لتحقيق النصر، فجرَّد السيوف من أغمادها، وحشر النِّساء والذراري والأموال خلف الجيش، وأعدَّ الكمائن للمسلمين، وبدأ جيشه بمهاجمة المسلمين ليدفعهم إلى الاستبسال وعدم الرَّهبة، وقد سعى مالك بن عوف أيضاً إلى الوصول بجيشه إلى أرض المعركة قبل المسلمين، فتحقّق لهم ذلك.[4]

كانت خطة مالك تقوم على تجهيز الكمائن للمسلمين في أنحاء الوادي؛ ليُباغت بها المسلمين من بين الأشجار فور وصولهم إليه، وقد حصل ذلك فعلاً، حيث أمطر جيش مالك المسلمين بالسِّهام من جميع الاتجاهات حتى دبَّ الرُّعب في قلوب الكثير من جيش المسلمين، ممّا جعل النصر حليفاً لجيش هوازن وثقيف في بداية المعركة، ولم يثبت في ساحة المعركة إلّا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع فئة قليلة من المسلمين، منهم العبّاس عمّ الرسول وأبو سفيان، فأمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عمّه العبّاس أن ينادي على جيش المسلمين للالتفاف حول النبيّ، وشَحذِ هِمَمهم، وتقوية عزيمتهم، فاستجابوا للنداء، وأعادوا تجميع صفوفهم، وحمِي الوطيس، فكان النصر حليفاً للمسلمين في آخر المعركة.[4]

غزوة حُنين دروس وعِبر

يمكن استخلاص العديد من المواقف والدروس والعِبر، منها ما يأتي:[5]

المراجع

  1. ↑ "غزوة حنين تداعياتها ونتائجها"، www.islamweb.net، 31-10-2004، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2018. بتصرّف.
  2. ↑ محمد حسن أحمد زكري (1432-1433)، المضامين التربوية في غزوة حنين وتطبيقاتها في الواقع المعاصر، المملكة العربية السعودية: جامعة أمّ القرى، صفحة: 13-15. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الزخرف، آية: 31.
  4. ^ أ ب ت د. علي الصلابي (2007)، غزوات الرسول دروس وعبر وفوائد (الطبعة الأولى)، مصر: مؤسسة اقرأ، صفحة: 289-291. بتصرّف.
  5. ↑ "غزوة حنين .. تداعياتها ونتائجها"، www.islamstory.com، 4-7-2012، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2018. بتصرّف.