تُعرّف الزائدة (بالإنجليزيّة: Appendix) على أنّها أنبوب عضليّ رفيع يشبه في شكله الكيس الصغير، ويمتد من منطقة في الأمعاء الغليظة، وفي الواقع توجد الزائدة في المنطقة السفلية اليمنى من البطن، ولكن في حال حدوث انقلاب في وضع الأحشاء تكون الزائدة في الجهة السفلية اليسرى من البطن، هذا ويبلغ متوسط طول الزائدة الدودية تسع سنتيمترات، بينما يتراوح قطرها بين 7-8 مليمترات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزائدة تتبع الجهاز الهضميّ، وهي مبطّنة بغشاء مخاطي مشابه لغشاء القناة الهضمية. وفي الحقيقة تعود تسميتها بالزائدة الدودية (بالإنجليزيّة: Vermiform appendix) إلى أصول لاتينية، وذلك بسبب شكلها المشابه للديدان، كما تُسمّى أيضاً الزائدة الأعورية (بالإنجليزيّة: Cecal appendix).[1]
تُعدّ وظيفة الزائدة الدودية غير واضحة بشكلٍ كافٍ حتى الآن، وهناك عدة اعتقادات ونظريات للعلماء حول وظيفتها، وتقترح بعض النظريات احتواءها على الكثير من البكتيريا النافعة التي تعمل على إعادة تنشيط وتفعيل الجهاز الهضميّ بعد الإصابة بالإسهال،[2] وأظهرت بعض الدراسات دوراً مناعياً لها، وذلك لاحتوائها على العديد من الخلايا اللمفاوية المهمة في الدفاع عن الجسم في حالة وجود العدوى، كما يعتقد العلماء أنّ الزائدة فقدت وظيفتها السابقة في هضم الطعام مع تطوّر الإنسان، وذلك بناءً على عدم حدوث أيّ مضاعفات ومشاكل صحية بعد إزالتها من جسم الإنسان.[1]
يمكن لالتهاب الزائدة (بالإنجليزيّة: Appendicitis) أن يحدث في أيّ مرحلة عمرية، ولكنّه في الغالب يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10-30 عاماً، وتجدر الإشارة إلى أنّه أكثر شيوعاً عند الذكور. ويُعتبر الذهاب للطبيب فور ملاحظة أعراض التهاب الزائدة أمراً ضرورياً، وذلك لأنّ التهاب الزائدة سُرعان ما يصبح حالة طبية طارئة تستدعي التدخل السريع، وذلك لتفادي انفجارها والإصابة بالعدوى المرضية التي قد تؤدي للوفاة.[3]
من الأسباب الكامنة وراء حدوث التهاب الزائدة ما يلي:[4]
يُعتبر الألمُ في منطقة البطن العَرَضَ الأولي المصاحب لالتهاب الزائدة، ويتميّز بكونه يبدأ بالقرب من السرة ثم يتجه إلى موقع الزائدة في المنطقة السفلية اليمنى، ويزداد الألم سوءاً مع الحركة، والعطاس، والسعال، ومحاولة سحب النفس بعمق، كما يبدأ بشكل مفاجئ، ويتفاقم خلال عدة ساعات، وفي الحقيقة يُعتبر ألم الزائدة شديداً ويختلف عن أي ألم شعر به الإنسان من قبل، أمّا بالنسبة للأعراض الأخرى المصاحبة لالتهاب الزائدة فهي كالتالي:[4]
لتشخيص التهاب الزائدة يقوم الطبيب بعمل فحص بدنيّ للمريض، لملاحظة شعوره بالألم عند لمس منطقة البطن في الجهة اليمنى السفليّة تحديداً، بالإضافة إلى ملاحظة وجود انتفاخ أو تيبّس في البطن الأمر الذي يدل على انفجار الزائدة، كما يتطلب التشخيص إجراء بعض الفحوصات المخبرية، والاختبارات التشخيصيّة بهدف استبعاد احتمالية وجود مشاكل صحيّة مشابهة، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[3]
قد يؤدي التهاب الزائدة في حال لم يتم علاجه إلى حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة، ومن أهمها؛ الخرّاج الزائدي (بالإنجليزيّة: Appendiceal abscess)، والتهاب الصفاق (بالإنجليزيّة: Peritonitis)، وفي الحقيقة يُعتبر التهاب الصفاق حالة خطيرة، تحدث بسبب انفجار الزائدة وانتشار الالتهاب في منطقة البطن، وتظهر علامات وأعراض المرض المتمثلة بالحمى، والغثيان، والتقيؤ، والألم الشديد عند الضغط على منطقة البطن.[4]
يُعتبر تعافي التهاب الزائدة من تلقاء نفسه دون الحاجة لإجراء عملية جراحية أمراً نادراً، إلّا أنّه قد يحدث فقط في حال كان الالتهاب بسيطاً؛ فيكتفي الملايض بتناول بعض المضادات الحيوية، والغذاء السائل لحين اختفاء أعراض الالتهاب. ففي الواقع يحتاج علاج التهاب الزائدة في أغلب الأحيان إلى إجراء العمليات الجراحية، التي تتضمّن استئصال وإزالة الزائدة الدودية (بالإنجليزيّة: Appendectomy)، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك حاجة لإعطاء المريض المضادات الحيوية لعلاج الخرّاج الملتهب الذي لم يتمزّق بعد، ثمّ تصريف السوائل الموجودة في الخرّاج، وإجراء العمليّة الجراحيّة بعد ذلك، بينما تكون الحاجة لإجراء العمليّة أمراً طارئاً في حال كان الخرّاج الملتهب قد تمزق، أو الزائدة الدوديّة قد انفجرت. وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك نوعين من العمليات الجراحية المستخدمة في استئصال الزائدة؛ أحدهما يتضمّن عملية جراحية مفتوحة يحتاج بعدها المريض للبقاء في المستشفى لمدة قد تصل لأسبوع، والثانية تتضمّن استخدام المنظار (بالإنجليزيّة: Laparoscopy) وهي تحتاج وقتاً أقل للشفاء والتعافي.[3]
لا توجد طريقة لمنع التهاب الزائدة بشكل تام، إلا أنّه يمكن التقليل من خطر حدوث الالتهاب، ومن هنا تجدر الإشارة إلى أهمية تناول الغذاء الغنيّ بالألياف، وذلك للتقليل من فرصة التهاب الزائدة، وتوجد الألياف في الشوفان، ودقيق القمح الكامل، والأرز البنيّ، والفاصولياء، والفواكه.[3]