-

أين موقع أهل الكهف

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أهل الكهف

قصة أهل الكهف قصة إنسانية ارتبطت بالموروث الديني لدى أتباع الديانات السماوية، وهي قصة تُبيّن مدى إعجاز الله تعالى، وقدرته، وحجم الرعاية التي يحيط بها عباده المؤمنين؛ فأهل الكهف اليوم أصبحوا مثالاً في الإخلاص لله تعالى، وفي الصبر على الأذى، وفي مجاهدة الباطل.

أهل الكهف هم أولئك الفتية الذين آمنوا بالله تعالى بعد أن كانوا من عباد الأوثان كما كان قومهم؛ حيث وحدوا الله تعالى بعد الشرك، وقد نفر هؤلاء الفتية من إشراك قومهم، ورفضوا الخضوع مثلهم لهوى النفس، وعبادة الشيطان، ففروا بدينهم، واختاروا كهفاً ليلجؤوا إليه، وقد نام الفتية في الكهف ولكن لمدّة غير اعتيادية، فقد ناموا لما يزيد على ثلاثمئة عام تقريباً، ومن هنا فقد جعل الله تعالى أهل الكهف آية من آياته.

بعد انقضاء المدة الطويلة، استيقظ أهل الكهف، ولم يكونوا على علم بما حصل معهم، فكلّ ما علموا به أنهم ناموا، وقد ظنوا حينئذ أنهم ناموا نوماً طبيعياً، وقد كانوا بحاجة لما يأكلونه، فأرسلوا واحداً منهم وأمروه أن يذهب متخفياً إلى المدينة ويشتري بعض الطعام، وعندما وصل الفتى إلى المدينة تفاجأ بتغير الوجوه، وبتغير معالم المدينة، وقد لاحظ أهل المدينة غرابة الزائر الجديد من نقوده، ومن هيأته، ففرح الناس به وبالفتية الذين آمنوا، فأهل المدينة كانوا قد آمنوا خلال الفترة السابقة، وبعد أن رأى الناس قدرة الله تعالى قُبضت أرواح فتية أهل الكهف.

موقع الكهف

هناك العديد من الأماكن التي تم ادعاء وجود الكهف فيها، إلا أنّ الكهف الأكثر شيوعاً والأكثر ربما مقاربة للحقيقة خاصّةً القرآنية منها هو كهف الرجيب الواقع في المملكة الأردنية الهاشمية. يقع هذا الكهف في قرية تُدعى الرجيب، تبعد عن العاصمة الأردنية عمان قرابة سبعة كيلومترات إلى الشرق منها، كما تبعد هذه القرية قرابة الكيلومتر ونصف عن منطقة أبو علندا إحدى المناطق في العاصمة، كما وتبعد حوالي أربعة كيلومترات إلى الشرق من مبنى التلفزيون الأردني.

من الدلائل التي تزيد من احتمالية أن يكون هذا الكهف هو الكهف الحقيقي أن الباحثين الأثريين كانوا قد وجدوا ثمانية قبور، كما عثروا على جمجمة تعود إلى كلب بالقرب من المدخل، بالإضافة إلى أنّ الباحثين كانوا قد وجدوا بناءً أثرياً فوق الكهف، وهو ما يؤكد قوله تعالى: (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم، قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذنّ عليهم مسجدا). يشار إلى أنّ اكتشاف الكهف كان في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين ميلادية عن طريق الباحث رفيق وفا الدجاني، ودائرة الآثار العامة، والموقع اليوم مفتوح للزيارة العامة.