-

أين هبط سيدنا آدم عليه السلام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آدم

يعدّ سيدنا آدم أبو البشرية وهو أول رسل الله وأوّل خلقه، فقد خلقه الله ونفخ فيه من روحه وأصدر أمراً للملائكة بالسجود له، سجود تقديرٍ لا سجود عبادة، فسجود العبادة لا يجوز لغير الله، وكما يروي القرآن فإنّ إبليس هو الوحيد الذي رفض السجود بسبب غروره وتكبره ولأنّه رأى بأنّه أفضل بكثيرٍ كونه مخلوقٌ من نارٍ وسيدنا آدم من طين، وقد خلق الله حواء من ضلع آدم فأصبحت زوجاً وسكناً له وعاشا في الجنة وتمعتا بخيراتها، وأنجبا العديد من الأبناء أبرزهما هابيل وقابيل، أصحاب القصّة المشهورة تاريخياً والتي تتعلق بأول جريمة قتلٍ ارتكبت على وجه الأرض.

هبوطه إلى الأرض

لإبليس الدور الأكبر في نزول سيدنا آدم أو هبوطه وزوجه أمنا حواء من الجنة إلى الأرض، نظراً لأنّهما كما رأى كانا سبباً في طرده من رحمة الله ومن الجنة معاً، فأغواهما ووسوس لهما وجعلهما كما يروي القرآن يأكلان من شجرةٍ محرّمةٍ نهاهما الله سبحانه وتعالى لحكمةٍ لا يعلمها إلّا هو عنها، لكنهما استسلما لوسوسة الشيطان، فاعتبر أكلهما عصياناً وتسبّب في طردهما ونزولهما إلى الأرض، وإلى الآن لا يُعرَف إذا ما كان المكان الذي سكنه آدم وزوجه الجنة التي وعد الله بها المتقين، أم أنهّا مكانٌ خلقه الله وقت خلق آدم كما تروي الكثير من كتب التفسير.

مكان الهبوط

وقد جاء في القرآن الكريم وهو الكتاب المقدس عند المسلمين، أن مكان هبوط سيدنا آدم كان الأرض، فقد نزل هو وزوجه ليبدآ حياةً شاقةً ومتعبةً وليكافحا هما وأبناؤهما وأن عليهما أن يعمّرا الأرض بالأبناء وبالعمل والكد والعرق، بعد أن كانا في نعيمٍ واستمتاعٍ برغد العيش في الجنة، فأنزلهما الله وأكد لهما أن هذا النزول سيكون لأجلٍ مسمى أي أن البشر أبناء آدم وحواء سيعودون لله من أجل الحساب والعقاب، فالمحسنون مصيرهم الجنة ومن عصوا مصيرهم سيكون النار، وقد اختُلِفَ عن المكان أو البلد المحدد الذي هبط إليه سيدنا آدم وزوجه، لعدم وجود الأدلة القاطعة في القرآن الكريم أو كتب التاريخ، غير أن العديد من المفسرين والمؤرخين كانت لهم بصمتهم الخاصة وقد أدلوا بدلوهم في هذا المجال، فقال كثرٌ بأنه سكن الهند، فهناك تمتدّ سلسلة جبال الهملايا أعلى الأماكن وأقربها إلى السماء، لكن هذا يبقى احتمالاً غير مؤكد.

يجدر بالذكر بأنّ اسم سيدنا آدم مشتقٌ من الأديم أي أديم الأرض بمعنى ظاهر تراب الأرض فقد جمع الله عدداً متنوعاً من الأتربة ثم خلقه، وهذا سبب اختلاف ألوان وأجناس وأعراق البشر فمنهم الأسود والأبيض والأصفر والأحمر، ولا يوجد أي دليلٍ ثابتٍ على مكان دفن سيدنا آدم إلى الآن، فهناك رواياتٌ تقول بأنه دفن في الهند وأخرى في الشام وآخرون يقولون بأنه دفن في مكة.