-

أين ذهب يهود بني النضير عندما أجلاهم الرسول من المدينة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

بنو النضير

قبيلةٌ يهوديةٌ عربيةٌ سكنت المدينة المنورة- يثرب سابقاً- قبل البِعثة المُحمدية وترجع في أُصولها إلى الأزد، وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بقوا فيها مع قبيلتين يهوديتين أخريتين هما بنو قُريظة، وبنو القينُقاع.

قد سُميت سورةٌ في القرآن الكريم باسم سورة بني النَضير إضافةً إلى اسمها سورة الحشر؛ فقد ذكرت هذه السُورة الكريمة في بدايتها ما فعله بنو النضير من التآمر على النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة اغتياله؛ مما توجب إيقاع العقوبة عليهم.

تآمر بني النَضير على النبي صلى الله عليه وسلم

ورد في قصة تآمر يهود بني النضير على الرَسول الكريم روايتان هما:

  • أن يهود بني النضير طلبوا من الرَسول صلى الله عليه وسلم القدوم إليهم؛ ليعلِمهم الإسلام ويقرأ عليهم القرآن، ويسألوه عن الدِين الجديد؛ فوافق النبي الكريم، وفي ذات الوقت عقد هؤلاء العزم على قتل النبي عند قدومه؛ وذلك بأن يضع كُل رجلٍ منهم خنجراً تحت ثوبه، ثُم ينقضوا على الرَسول؛ لكن الخبر وصل للنبي فقرر إجلاءهم.
  • أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى يهود بني النضير في نفرٍ من الصحابة طالباً منهم المعونة، بناءً على الميثاق الذي بينه وبينهم؛ لدفع دية الرَجلين اللذين قتلهما الصحابي عمرو بن أُمية الضَمري رضي الله عنه من بني كِلابٍ، فطلبوا من الرسول الجلوس تحت حائطٍ حتى يلبوا مطلبه، وفي هذه الأثناء تشاوروا فيما بينهم على أنْ يأخذ أحدهم صخرةً يلقيها من فوق الحائط على الرسول صلى الله عليه وسلم، واختاروا عمرو بن جحاش لتلك المهمة التي كانت سبباً في إجلائهم عن المدينة؛ فقد نزل جبريل عليه السلام محذراً الرسول؛ فقام الرسول وعاد للمدينة مقرراً إجلاءهم.

غزوة بني النضير

قرّر الرسول وجوب خروج يهود بني النضير من المدينة؛ فبعث لهم محمد بن مسلمة برسالةٍ مفادها: إمهالهم عشرة أيامٍ حتى يغادروا المدينة ومن وُجد منهم بعدها فسوف يُقتل، فتأهبوا للرَحيل، وفي تلك الأثناء بعث إليهم رئيس المنافقين عبد الله بن أُبي بأن معه ألفا مقاتلٍ مستعدون لمساندتهم، وكذلك مع قبيلتي قُريظة وغطفان؛ عندئذٍ امتنعوا عن الرحيل.

أمر النّبي صلّى الله عليه وسلم بالخروج إليهم وفرض عليهم الحِصار، وأمر بقطع النَخيل وحرقه، وألقى الله الرُعب في قلوبهم، وتخلى عنهم بنو قُريظة وعبد الله بن أُبي؛ فما كان منهم إلا الاستسلام.

رحيل بني النضير

بعد استسلامهم سمح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، بأخذ ما يشاؤون من المال والمتاع ما عدا السِلاح؛ فأخذوا معهم كُل ما استطاعوا حمله حتى أنهم خلعوا الأبواب والشبابيك، وقسم النبي أراضيهم وبيوتهم بين المهاجرين والأنصار، فاستقر يهود بني النضير في خيبر بعد خروجهم من المدينة، ومجموعة منهم توجهت نحو بلاد الشام.