تقع دولة فنلندا في شمال قارة أوروبا، حيث يقع تقريباً ثلثها شمال الدائرة القطبية الشمالية، يحدها من الجهة الشمالية النرويج، ومن الجهة الشرقية روسيا، ومن الغرب السويد، ومن الجنوب والجنوب الغربي يحدّها بحر البلطيق الذي يضم 6,500 جزيرة،[1] وتمتدّ فنلندا على مساحة من الأرض تبلغ حوالي 303,815 كيلومتر مربع، ومساحة مائية تصل إلى 34,330 كيلومتر مربع، لذلك فهي تحتلّ المرتبة رقم 65 من بين أكبر الدول في العالم، حيث تصل مساحتها الإجمالية إلى 338,145 كيلومتر مربع، ويشار إلى أنّ تأسيسها كان في سنة 1917م.[2]
مارس السكان في فنلندا الزراعة لمدّة طويلة، وقد واكبت البلاد عجلة التصنيع بعد الحرب العالمية الثانية، ومع نهاية القرن العشرين أصبحت قطاعات الخدمات والتصنيع والتجارة والنقل من أكبر قطاعات الاقتصاد الفنلنديّ، وشكّل القطاع الزراعي، إضافةً إلى صيد الأسماك والغابات ما نسبته أقل من 5٪ من الناتج المحليّ الإجماليّ، ويذكر أنّ أكثر مساهمات الإنتاج الحيوانيّ كانت من منتجات الألبان، ومن الجدير بالذكر أنّ أعداد الماشية، والدواجن، والأغنام، والخنازير، والرنّة وهي نوع من الأيائل كانت في ازدياد كبير، وبالنسبة للسلع الزراعيّة الرئيسيّة فيها، فهي: القمح، والشوفان، والشعير، والتبن، والبطاطا، وشمندر السكر، وحبوب الشيلم، وبالرغم من أنّ حجم إنتاج التعدين فيها صغير إلا أنّه يضمّ عدّة معادن مهمة، كالنحاس، والزنك، والرصاص، والحديد الخام، والذهب، والنيكل، والفضة.[3]
وتعتبر الصناعات الثقيلة الفنلندية أحد أكبر الصناعات في أوروبا، فهي تقوم على إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الورقية والخشبية، كما توجد صناعات رئيسية في فنلندا، وهي صناعة الحديد والصلب، وتصنيع الأغذية، وصناعة السفن والآلات، والأدوات العلمية، والورق، وصناعة المنسوجات، والملابس، والكيماويات، والأجهزة الإلكترونية والكهربائية خاصةً الهواتف الخلوية، وتتميز فنلندا بشهرتها في تصنيع أدوات المائدة المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، وتصنيع السيراميك والزجاج، وفي أغلب الأحيان تقوم الصناعة في القطاع السياحي على صيد الأسماك والرياضات الشتوية، وأمّا الكهرباء فيتم توليد ما نسبته 20% من الكهرباء عن طريق محطات توليد الطاقة الكهرومائية، وما نسبته 30% من الطاقة النووية، والنسبة الباقية يتم استيرادها إلى جانب أنواع إضافيّة من الوقود الأحفوريّ.[3]
تصدّر فنلندا محاصيل الغابات والتي تحتلّ ما نسبته 50٪ من الصادرات، وتصدر كذلك المعدات، والآلات، والسفن، والمعادن، والأغذية المصنعة، والملابس، وأمّا أهم وارداتها فهي البترول، والمنتجات البترولية، والمواد الغذائية، ومعدات النقل، والحديد، والصلب، والآلات، والكيماويات، والحبوب، والمنسوجات، وبالنسبة للدول التجارية الشريكة بشكل رئيسيّ مع فنلندا، فهي: السويد، وروسيا، وهولندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة.[3]
تعاني المنطقة الفنلندية الموجودة في شمال الدائرة القطبية الشمالية من شتاء طويل وشديد البرودة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى −30 درجة مئوية، ولكن من الممكن أن تبلغ درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 27 درجة مئوية، وفي أقصى المنطقة الجنوبية تعمل التيارات الهوائية القادمة من بحر البلطيق والمحيط الأطلسي على المحافظة على درجات حرارة أعلى بمقدار 10 درجات عن خطوط العرض المماثلة في سيبيريا وغرينلاند، ومن الجدير بالذكر أنّ فصل الشتاء يعتبر من أطول الفصول في فنلندا.[4]