-

أين يتم ضبط التوازن في جسم الإنسان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ضبط التوازن في جسم الإنسان

يمتلك الإنسان القدرة على الحركة والسير بشكل متوازن ودقيق، إلّا أنّه قد يسقط في بعض الأحيان نتيجةً لحدوث خلل مؤقّت في توازن الجسم، كما يعاني بعض الأشخاص من مشاكل تمنعهم من التوازن بشكل سليم أثناء الحركة، وتسبب لهم الشعور بالدوار والسقوط على الأرض في كثير من الأحيان، وفي جسم الإنسان نظام توازن يعمل بشكل مستمرّ لتحديد موقع جسم الإنسان وحركته، وهو المسؤول عن ردّ الفعل المناسب على اختلال التوازن للجسم، ويعتمد حفظ توازن الجسم على التنسيق في العمل بين ثلاثة أجزاء رئيسيّة في الجسم وهي الأذن الداخليّة، والعين، والجهاز الحسيّ العضليّ، وينسّق جهاز التوازن الموجود في المخيخ عمل هذه الأجهزة مجتمعةً للحفاظ على توازن الجسم.[1] ويُعتبر فقدان التوازن المستمر لدى البشر هو أحد الأمراض الخطيرة، وقد تؤدّي إلى مشاكل صحية كثيرة نتيجة السقوط المستمر في أماكن مختلفة.[2]

دور الأذن الداخلية

تتكوّن الأذن الداخليّة من سلسلة من القنوات تُسمّى القنوات الهلاليّة، وتتضمّن هذه السلسلة ثلاث حلقات مرتبطة معاً، وتعمل بشكل رئيسيّ على حفظ اتزان الجسم، فعندما يتحرك الجسم يتحرك الرأس معه مسبباً اهتزازات خفيفة، وتساعد هذه الاهتزازات السائل الموجود في القنوات الهلاليّة على الحركة منتجاً بذلك نبضات كهربائيّة تتوجّه إلى العصب المسؤول عن الاتزان في المخيخ، والذي يتّصل بالعصب المسؤول عن السمع، ليتحدا ويكوّنا العصب الثامن في منطقة المخيخ، وتنبّه هذه النبضات المخيخ بحدوث خلل في توازن الجسم نتيجة تحرّك الجسم أو الرأس بشكل خاطئ، وأي نقص في كميّة السائل في القنوات الهلاليّة يتسبّب بحدوث خلل في توازن الجسم.[1]

دور المخيخ

المخيخ هو جزء صغير من الدماغ ولا تتعدى كتلته 142غم،[3] ويلتقي بالعمود الفقري والنخاع الشوكي، والمخيخ بمثابة مركز الحركة والسيطرة على التوازن في جسم الإنسان، وتتخصّص بعض فصوص المخيخ الصغيرة باستقبال الإشارات القادمة من الأذن الداخليّة، ويعمل بشكل رئيسيّ على حفظ التوازن بين الجسم والأذن الداخليّة من خلال تحديد وضع الرأس بالنسبة للجسم، ووضع الرأس بالنسبة للأرض، كما ينسّق مع الجهاز الحسيّ العصبيّ والعضلات، بهدف توفير القوة العضليّة اللازمة للمحافظة على اتزان الجسم.[1]

دور العضلات

تتطلّب حركة الجسم والمشي عمل الكثير من العضلات بشكل متزامن ومتناسق، فلا يتطلب خطو خطوة إلى الأمام أو إلى الخلف تحريك عضلات الأرجل والحوض فقط، بل تساهم عضلات الظهر والبطن والأكتاف والصدر في إحداث هذه الخطوة عن طريق تحرّك عضلاتها معاً بشكل متناغم ومنسجم.[4] ولإعطاء ردة فعل للجسم حين حدوث اختلال بالتوازن يرسل المخيخ الأوامر لهذه العضلات لتحديد نوع الحركة والقوة اللازمة لإحداثها، كما يرسل أوامره للأوتار بالارتخاء أو الشدّ لتسهيل حركة العضلات المتّصلة بها، وهنا تظهر أهمية اتّجاه حركة الرأس بالنسبة لباقي عضلات الجسم للمحافظة على التوازن المناسب أثناء الحركة والتنقل.[1]

أجزاء الأذن

الأذن هي أحد الأجزاء المهمّة في جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن تلقي الأصوات الخارجيّة ونقلها للدماغ، كما ترسل إشارات للدماغ عن اتزان الجسم، وتتكّون الأذن من قنوات وهياكل اهتزاز وأعصاب وأغشية، وتستطيع الأذن سماع ترددات معيّنة فقط من 20 هرتز إلى 20 ألف هيرتز ولا يمكنها سماع أقل من ذلك وأعلى من ذلك.[5] وتتكوّن الأذن من الأجزاء الآتية:[6]

  • الأذن الخارجيّة: وتتكوّن من صيوان الأذن وهو الجزء الخارجيّ المرئيّ الوحيد بالأذن، والذي يقوم بوظيفة تجميع الموجات الصوتيّة المحيطة بالأذن وتمريرها لقناة الصوت، والتي بدورها توصل الصوت إلى آخر أجزاء الأذن الخارجيّة وهو غشاء الطبلة.
  • الأذن الوسطى: وفيها ثلاث عُظيمات، تُسمّى بالترتيب من الخارج للداخل المطرقة، والسندان، والرّكاب، وتكون وظيفتها الاهتزاز لنقل الصوت الواقع على الطبلة إلى الأذن الداخليّة، وتوجد في الأذن الوسطى قناة ضيّقة تُدعى قناة استاكيوس، وتتصل هذه القناة بتجويف الحلق والجزء الخلفيّ من الأنف، ويعمل الأنبوب على تبديل الهواء الموجود بالأذن، ومساواة الضغط بالأذن؛ لتحقيق اهتزاز طبيعيّ لغشاء الطبلة، كما تساعد قناة استاكيوس على إخراج السوائل المتسرّبة في الأذن.
  • الأذن الداخليّة: تحتوي على مجموعة من الغرف المترابطة معاً والمليئة بالسائل، وتنتقل الاهتزازات من عظيمات الأذن الوسطى إلى القوقعة في الأذن الداخليّة، حيث يتم تحويل الاهتزازات إلى نبضات كهربائيّة تنتقل للدماغ عبر العصب السمعيّ، وتكون في الأذن الداخلية القنوات الهلاليّة التي تكون مملوءة بالسائل حيث يتحرك السائل حسب حركة الجسم، ويعطي قراءته إلى المخيخ في الدماغ.

اضطرابات التوازن

جهاز التوازن في جسم الإنسان والذي يتكوّن بشكل رئيسي من الأذن الداخليّة والدماغ هو مسؤول عن توازن الجسم وحركة العيون، وتحدث الاضطرابات في هذا الجهاز نتيجة المرض، أو زيادة عمر الإنسان، أو التعرّض لكدمة ما. ويشعر المصاب باختلال التوازن بالدوخة المستمرّة، وحالات من فقدان القدرة على الوقوف بشكل مفاجئ، والشعور بتشويش في العيون، وتتفاوت الأعراض المرضيّة التي تصيب الأذن الداخلية، فهي قد تصيب الإنسان بحالة من عدم التركيز الكلّي، والكسل، وعدم الانتباه، وصعوبات التعلّم، وتأتي كل هذه المشاكل نتيجة شعور الشخص بأنه يدور حول نفسه رغم وقوفه وعدم حركته، وقد يشعر المصاب بحالة من الانزعاج وعدم التوازن في المناطق الصاخبة، ويمكن تشخيص هذا المرض من خلال بعض الفحوصات المهمّة، مثل تخطيط كهربائيّة الرأرأة، وتخطيط الوضعيّة الحركيّة بالحاسوب، وقياس السمع، وفحص كهرباء القوقعة، والرنين المغناطيسيّ، ويكون علاج الأمراض المتعلقة بالتوازن بتدريبات إعادة التأهيل والأنظمة الغذائيّة ووصفات الأدويّة، ومن الممكن أن يضطر الطبيب لإجراء تدخّل جراحي.[7]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How does the balance system work?", Eye and Ear, Retrieved 4-12-2016.
  2. ↑ عبد الحفيظ خوجة (31-8-2008)، "مرض الدوار واختلال التوازن"، جريدة الشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2017. بتصرّف.
  3. ↑ Sheares Akmal (14-7-2012)، "The cerebellum"، Akimoo.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2017.
  4. ↑ KIM NUNLEY (21-12-2010)، "Will Walking Build Muscle Mass or Will it Just Tone?"، Live Strong، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2017.
  5. ↑ Juri W. Wladimiroff‏, Sturla Eik-Nes (2009)، Ultrasound in Obstetrics and Gynaecology, الولايات المتحدة: Elsevier, Page 2.
  6. ↑ "كيف نسمع.. اجزاء الاذن - عظام الأذن الوسطى"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2016.
  7. ↑ غيد علي أبو حرب (25-1-2014)، "الأعراض المحتملة لاضطرابات التوازن، التشخيص والعلاج"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2016.