-

أين قبر هارون الرشيد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قبر هارون الرشيد

لقد تعاقب على حكم الأمة الإسلامية رجال حملوا راية الإسلام عالياً، ودافعوا عن رسالته بأرواحهم، وكلّ ما ملكت أيديهم، فوصل صيتهم إلى كل الدنيا وعرفوا بحنكتهم، وذكائهم، وورعهم، وتقاهم، إنّهم من قادوا المسلمين والعالم الإسلامي إلى بر الأمان متحدين كل ما جابهم من مخاطر وأزمات.

من عظماء الدولة العباسية، وأجلّ خلفائها، خليفة حاك التاريخ قصص بطولة، وإجلال لشخصه الورع، التقي، للقائد الفطن الذي أعلى من شأن الأسلام أمام العديد من اعدائه ومن ودوا الإطاحة به، إنّه علم من أعلام الجهاد والحثّ على نصرة دين الله، الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي روت عنه كتب التاريخ قصص وحكايات عن بطولاته، وأعماله، قوته، وحنكته السياسية، لذا يعتبر من النماذج السياسية التي لا زالت إلى الآن تمثل أنموذجاً في العطاء للإنسانية، وللإسلام.

هارون الرشيد

الخليفة هارون الرشيد هو: أبو جعفر هارون بن المهدي، محمد بن المنصور أبي جعفر ابن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي، ولد بمنطقة الري بالعراق في التاسع عشر من آذار عام مئة وثمانية وأربعين للهجرة، حين كان أبوه أميراً على خراسان، والري، وأمّه تسمّى الخيزران، ولقد شبّ هارون الرشيد على تعلم القرآن، والعلوم، والفلك، وكان يعكف على دراسة العديد من الكتب، وتحليلها، كما عرف بالشجاعة وبالقوة، وقيادة الحملات العسكرية في عهد أبيه الأمير، وكان لا يزال غضاً وصغيراً لا يتجاوز العشرين من عمره.

خلافته

تولى هارون الرشيد الخلافة بعد وفاة عمه الهادي في سنة مئة وسبعين هجرية، ولقد عرف بذكائه، وفطنته، وحرصه الشديد على أمته، فلقد كان يبث عيوناً بين عامة الشعب ليستطلع حالهم، ويعرف شؤونهم، ولقد كان هارون الرشيد محباً للعلم ومقبلاً عليه، حيث زرع حب العلم في نفس ولديه الأمين، والمأمون منذ صغرهم، فأرسلهم إلى الأمام مالك لدراسة وحفظ كتابه المؤطا.

لقد كان هارون الرشيد من أكثر الخلفاء الراشدين ورعاً وتقوى، فلقد كان يحج عاماً، ويغزو عاماً، وكان دؤوب على الصلاة والصيام، والقيام بالواجبات والطاعات الخالصة لوجه الله تعالى، ولقد كان هارون الرشيد يقود الحملات العسكرية والغزوات ضد الروم بنفسه، ولقد ألحق بهم هزائم شديدة حتى طلبو منه الهدنه فهادنهم، إلى أن جاء يوم بعث إليه بخطاب من ملك الروم يطلب منه إعادة مال الخراج الذي كان يأخذه من مملكة الروم، وإعادة كل الممالك التي أخذوها بالسبي، وهدده فيها أنّه سيسترجع ماله عند هارون الرشيد بقوة السيف، فما كان من الخليفة هارون الرشيد إلا أن قام حتى نزل مدينة هرقل، والزمهم بخراج للدولة الإسلامية تدفع كل سنة.

وفاته

توفي الخليفة هارون الرشيد في طوس في منطقة خراسان ودفن فيها سنة مائة وثلاثة وتسعين هجرية، أثناء خوضه معركة ضدّ الروم وكان لا يزال شاباً يبلغ من عمره الخامسة والأربعين من عمره.