ورد ذكر أصحاب الكهف في القرآن الكريم بسورة كاملة تطرّقت إلى تفاصيل قصتهّم مع قومهم الذين ضلّوا طريق الحق، واتخذوّا من الكهف مقراً لهم؛ هرباً من قومهم الظالمين والإمبراطور ديفيانوس في تلك الحقبة، ويُطلق عليهم باللغة الإنجليزية اسم The Seven Sleepers، وهم مجموعة من المؤمنين فضّلوا عبادة الله تعالى والإيمان به على عبادة الأوثان، وفرّوا هاربين بدينهم وإيمانهم إلى الكهف، وكانت في ذلك الوقت الطائفة المؤمنة أو من يعتنق ديانة غير الوثنيّة فإنه يتعرّض للاضطهاد.
اختلفت الروايات حول موقع كهف أهل الكهف، وتفاوتت حول وجوده في تركيا أو سوريا أو اليمن، لكن معظم الدلالات والإشارات تشير بشكل مؤكّد إلى وجوده في الأردن، وتمّ الكشف عنه عام 1963 على يد عالم الآثار رفيق وفا الدّجاني، وتمّ تحديد موقعه في قرية الرجيب، التي تبعد نحو سبعة كيلومترات عن العاصمة عمان، إلى الجهة الجنوبيّة الشرقية، وهي أقرب إلى منطقة أبو علندا، وتبعد عن الأخيرة نحو كيلو ونصف الكيلو إلى الجهة الشرقيّة منها.
عثر رجال الآثار الأردنيّون على ثمانية قبور في الكهف، فكانت أربعة قبور منها قد بنيت بالصخر، وتتّخذ موقعاً في قبوٍ يقع إلى الجهة الداخليّة اليمنى من الكهف، والأربعة قبور الأخرى تقع إلى الجهة المقابلة في الجهة اليسرى من الكهف، وفي المنطقة المحصورة بين الجهتين اليسرى واليمنى تم العثور على عظام جمجمة كلب، والجزء المتبقّي منها هو فك الكلب، وناب واحد إلى جانب أربعة أضراس.