أين يقع الطحال في جسم الإنسان
الجهاز الليمفاوي
يُعدّ الجهاز الليمفاوي أحد أهمّ وأعقد أجهزة جسم الإنسان، وتُعتبر دراسته من أكثر الدّراسات أهميّة للوصول لحلول أمراض الجسم المُختلفة.
الجهاز الليمفاوي عبارة عن شبكة من الأنسجة والأعضاء التي تعمل معاً بشكلٍ مُتكامل لتخليص الجسم من السّموم والفضلات والمواد الأخرى غير المرغوب بها، وتتمثّل مَهمَّة هذا الجهاز الرئيسيّة بإطلاق سائل اللّيمف في الدم، وهو غنيّ بخلايا الدّم البيضاء التي تقوم بقتل الأجسام الغريبة بكامل أجزاء الجسم. يتكوّن الجهاز الليمفاويّ أساساً من الأوعية الليمفاويّة التي تُشبه الأوردة والشُّعيرات في الدّورة الدمويّة، وتكون هذه الأوعية مُرتبطة مع الغدد الليمفاويّة، حيث يتمّ هناك انتاجها وإعادة تنقيتها. ومن مُكوّنات الجهاز الليمفاويّ اللوزتان، والغُدّة الزعتريّة، والزّوائد الأنفيّة، والطّحال.[1]
موقع وحجم الطّحال
يتواجد الطّحال في التّجويف البطنيّ للإنسان، حيث يقع بالتّحديد أسفل القفص الصدريّ وفوق المعدة باتّجاه الخلف، في الرّبع العلويّ الأيسر من البطن. يبلغ طول الطّحال 13سم والذي يُعتبر أكبرَ عضوٍ في الجهاز الليمفاويّ على الإطلاق، ويُمكن تقدير حجمه بحجم قبضة يد الإنسان، ويكون بيضويّ الشّكل، ولديه حافّتان؛ علويّة وسُفليّة. يزن الطّحال تقريباً في الإنسان البالغ 17 غرام. في الأحوال الطبيعيّة لا يُمكن لمس الطحال إلا إذا زاد وزنه، أما سطح الطّحال فيكون ليّناً وأملس وذا لون أرجوانيّ لاحتوائه على كميّة كبيرة جدّاً من الأوعية الدمويّة.[2]
الطّحال
الطّحال (بالإنجليزية:Spleen) عضو من أعضاء الجهاز الليمفاويّ، وهو عضو مُهمّ جدّاً في الحفاظ على توازن سوائل الجسم، لكن من المُمكن للإنسان العيش بدونه.[2] يعمل عادةً كدورٍ مُساعد في عمليّات حيويّة مُختلفة داخل جسم الإنسان؛ فهو يقوم بعمليّة تنقية الدّم كجزء من الجهاز المناعيّ، ويقوم بتخزين الصّفائح الدمويّة وكريات الدّم البيضاء داخله، كما أنّه يستطيع إعادة تدوير خلايا الدّم الحمراء التّالفة أو القديمة وإنتاج خلايا دم حمراء جديدة. يُساعد الطّحال في مُحاربة أنواعٍ مُعيّنةٍ من البكتيريا أهمّها البكتيريا المُسبّبة للسّحايا والالتهاب الرئويّ.[3]
يتواجد الطّحال في جميع الحيوانات الفقارية، ويكون من الدّاخل عبارةً عن جيوبٍ يفصل بينها أغشيةٌ نافذةٌ للدّم والسّوائل، يتلامس ويكون قريباً جدّاً من البنكرياس والكِلية اليُسرى والأمعاء، ولا يُمكن لمسه أو الإحساس به وهو بحالته الطبيعيّة؛ إذ يقع خلف المعدة والقفص الصدريّ، لكن يُمكن لمسه في حال تضخّمه.
تضخّم الطّحال
يتكوّن الطّحال من جزئين رئيسين؛ الجزء الأبيض والجزء الأحمر، الجزء الأبيض يُخزّن فيه خلايا الدم البيضاء، أمّا الجزء الأحمر مادّة غنيّة بشُعيرات دمويّة مليئة بالدّم، يمرّ الدّم خلال هذه الشُّعيرات ببطء لتصفية الدّم من الخلايا التّالفة والبكتيريا. في بعض الحالات المرضيّة قد يصل وزن الطّحال إلى كيلوغرام واحد أو أكثر، مثل مرض الثّلاسيميا، أو مرض كثرة كريات الدّم الحمراء، أو مرض الذّئبة، أو اللّوكيميا، أو سرطان الغدد الليمفاويّة، أو أمراض الكبد والقلب المُختلفة، أو فشل النّخاع العظميّ، أو مرض غوشيه، أو مرض الملاريا، وفي بعض حالات مرض الزّهايمر.[4]
يَنصح الأطبّاءُ المرضى الذين يُعانون من تضخُّم الطّحال بالابتعاد عن بعض أنواع الألعاب الرياضيّة، منها الهوكي، وكرة القدم. هناك بعض الأغذية التي تُحافظ على صحّة الطّحال، ومنها جميع الأغذية التي تحتوي على الألياف والذي بدوره يُساعد في الحفاظ على أنسجة الطّحال، ومن الأطعمة التي تحتوي على الألياف الفاكهة، مثل التفّاح، والتّوت الأزرق، والموز. ومن الأمور التي يَنصح بها الأطبّاء شُرب كميّات كافيةٍ من الماء الذي يُساعد في طرد السّموم من الجسم بشكل عامّ، وأيضاً التّقليل من الأطعمة الدّسمة.
وظائف الطّحال
تتعدّد وظائف الطّحال ويتنوّع عملها في جسم الإنسان، وهذه الوظائف هي:[3]
- دور كبير في تصفية الدّم.
- إنتاج وتطوير خلايا B و T المناعيّة لتكون ناضجةً قادرةً على تحديد وتدمير الأمراض.
- تنظيم كميّة الدّم التي تمرّ في الأوعية الدمويّة.
- التخلّص من الخلايا التّالفة، لذلك يُسمّى مقبرة خلايا الدّم الحمراء.
- قتل الطُفيليّات والبكتيريا.
- يقوم بتخزين الدّم.
- المُساهمة في صنع كريات الدّم الحمراء.
استئصال الطّحال
يقوم الطّحال بوظيفة تكميليّة مُهمّة لأجهزة الجسم الأُخرى، لكن هذا العضو المُهمّ في الجسم من المُمكن العيش دونه دون التَسبُّب بالموت؛ لأنّ هناك أعضاءً أُخرى تقوم بالوظائف التي يقوم بها. وقد يُضطرّ الطّبيب إلى القيام بعمليّة استئصال الطّحال في بعض الحالات بسبب تلفه، أو فرط نشاطه، أو بسبب وجود سرطان في الجهاز الليمفاويّ، لكن الجسم يفقد جزءاً من قدرته على مُكافحة العدوى لعدم وجود الطّحال، إلّا أنّ عمليّة الاستئصال هذه تُؤدّي إلى بعض النّتائج السلبيّة، منها انخفاض استجابة الجسم لبعض اللّقاحات التي يأخذها، وأيضاً قد تزيد من فرصة الإصابة بالالتهابات وخاصّةً الالتهابات البكتيريّة، وأخيراً، يُؤدّي استئصال الطّحال إلى ارتفاع عدد كريات الدّم البيضاء.[5]
حالة الجسم بعد إزالة الطّحال
الطّحال عضو مُكمِّل لأجهزة الجسم المُختلفة، ويمكن إزالته دون التَسبُّب بالموت، لكن هناك أضرار أو تغيُّرات ناتجةٌ عن إزالته قد تكون مُؤثّرة أحياناً؛ فقد يختلّ توازن كريات الدّم البيضاء بالجسم وتزداد أعدادها، وإمكانيّة حدوث تسمُّم الدّم بسبب دخول أيّ نوع خطير من الميكروبات التي كان من المُمكن تجنُّبها بوجود الطّحال، ولأنّ الطّحال يقوم بإنتاج الأجسام المُضادّة قد يفقد الجسم القدرة على الاستجابة للُّقاحات.[6]
المراجع
- ↑ Kim Ann Zimmermann (11-3-2016), "Lymphatic System: Facts, Functions & Diseases"، Live Science, Retrieved 13-11-2016.
- ^ أ ب Jessie Szalay (29-1-2015), "Spleen: Function, Location & Problems"، Live Science, Retrieved 13-11-2016.
- ^ أ ب Matthew Hoffman, "Picture of the Spleen"، WebMD, Retrieved 13-11-2016.
- ↑ "ما هي وظيفة الطحال وماذا يعني تورم الطحال؟"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2016.
- ↑ Regina Bailey, "Spleen"، About.com, Retrieved 14-11-2016.
- ↑ Debra G. Wechter (13-3-2015)، "Spleen removal"، medlineplus، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2016.