يذكر العلماء أنّه ما من نبيٍّ يُعلم مكان قبره تحديداً إلّا نبي الله محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأمّا باقي الأنبياء فلا يُعلم لهم بقعة قبرٍ محدّدةٍ، إلّا إبراهيم -عليه السلام- فقد ذُكر أنّ قبره معلومٌ في مدينة الخليل في فلسطين، في مغارةٍ في قرية حبرون في الخليل، وفيها دُفن إبراهيم -عليه السلام- زوجته سارة، ثمّ دفنه ابناه إسماعيل وإسحاق، يُذكر أنّ بعض الروايات قد ذكرت أنّ نبيّ الله إبراهيم عاش مئتي سنةً.[1][2]
يُعرف النبي إبراهيم -عليه السلام- أنّه أبو الأنبياء؛ وذلك لأنّ معظم الأنبياء -عليهم السلام- قد جاؤوا من نسله باستثناء ثمانية أنبياءٍ من الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وهؤلاء الأنبياء الذين ليسوا من نسل إبراهيم -عليه السلام- هم: آدم، ونوح، وصالح، وهود، ولوط، ويونس، وإدريس، وأمّا باقي الأنبياء جميعاً قد جاؤوا من نسل إبراهيم عليه السلام، فاستحقّ بذلك إبراهيم -عليه السلام- أنّ يلقّب بأبي الأنبياء.[3]
ورد معنى كلمة إبراهيم بالسريانية أنّه الأب الرحيم، وقد كان فعلاً نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الأب الثالث للعالم، فبعد آدم الأب الأول جاء نوح -عليه السلام- وكان الأب الثاني للعالمين، ثمّ اختار الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- فكان الأب الثالث للعالم وإماماً للحنيفيّة، إذ جعل الله -تعالى- في ذرّيته النبوّة والكتاب، ولم يأمر نبيه محمّداً باتّباع أحدٍ من الانبياء كما أمر أن يتّبع ملة إبراهيم، قال الله تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[4] والأمر جاء لأمة النبي كذلك باتّباع إبراهيم الخليل عليه السلام، ومن صفات إبراهيم الحنيف أنّه كان أول من اختُتن، وأوّل من أكرم الضيف، وأول من رأى الشيب، ولقد اتّخذ الله -تعالى- إبراهيم خليله ممّا يدلّ على كمال محبّة الله -تعالى- لنبيه إبراهيم عليه السلام.[5]