-

أين يقع مخيم الزعتري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

اللجوء السوري في الأردن

توّجهت أنظار السوريين منذ اندلاع الأزمة السوريّة إلى الهجرة للدول المجاورة، فبدأ النزوح السوري إلى الأردن منذ عام ألفين وأحد عشر، وبدأت الأردن بفتح حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين لاستضافتهم ومنحهم الأمن والأمان. وقد بدأ الأردن باستقبال اللاجئين السوريين، حيث يستقبل جنود القوات المسلحة اللاجئين ومن ثم ينقلوهم إلى مخيمات اللجوء السوري في الأردن (مخيم الزعتري، ومخيم الأزرق)، وقد حظيت المملكة الأردنية الهاشمية بالنصيب الأكبر من استضافة اللجوء السوري، حتى عمدت إلى افتتاح مخيمات خاصة لاستضافتهم واستقبالهم بها.

الزعتري

تقع منطقة (بلدية الزعتري) في محافظة المفرق الكائنة في شمال شرق الأردن، وتمّ إنشاء مخيم الزعتري في هذه المنطقة نظراً لوجود مساحات شاسعة قادرة على استيعاب العدد الكبير من اللاجئين السوريين الموجودين والمنتظرين.

مخيم الزعتري

كانت المملكة الأردنية الهاشمية الوجهة الأولى التي عمد السوريون إليها، لما تتمتع به من أمن وأمان، بالرغم من الظروف الأمنية المحيطة في جاراتها (الدول المجاورة)؛ فمنذ قدوم أول لاجئ سوري بدأت القوات المسلحة الأردنية المرابطة على الحدود الشمالية الأردنية (الحدود الأردنية السورية) باستقبال اللاجئين السوريين القادمين، لتنقلهم بعدها إلى المخيمات التي أقيمت استعداداً لاستقبالهم.

إقامة مخيم الزعتري

بعد مرور عام على اندلاع الأزمة السورية فكرّت الحكومة الأردنية بإقامة مخيم الزعتري، ليكون مكان إقامة مخصصاً لهم، وباشرت الحكومة بالبدء بإقامة المخيم في منطقة الزعتري في المفرق، على بعد عشرين كيلومتراً من بلدية الزعتري، وذلك بعد مرور عام على اندلاع الأزمة السورية، أي في عام ألفين واثني عشر، التي أدّت إلى انعدام الأمن والأمان في المنطقة السورية.

على بعد عشرين كيلو متراً من بلدية الزعتري أنشأ مخيم الزعتري ليستضيف عشرات المئات من اللاجئين السوريين، ليجدوا ملجأ يأوون إليه، فأقامته الحكومة في محافظة المفرق الواقعة إلى شمال شرق المملكة، ويحتل موقعاً قريباً من الحدود السورية الأردنية بعض الشيء. في غضون عام واحد، بلغ عدد اللاجئين السوريين حوالي خمسة عشر ألف لاجئ سوري، وكانت على النحو التالي:

  • في عام ألفين واثنين ضّم المخيم بين أكنافه حوالي خمسة عشر ألف لاجئ سوري ممن لجأوا إلى الأردن بعد اندلاع الأزمة السورية.
  • في شهر تشرين الثاني من نفس العام، ارتفع عدد اللاجئين السوريين ليصل إلى خمسة وأربعين ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري.
  • في عام ألفين وثلاثة عشر ارتفع عدد اللاجئين السوريين ليصل إلى خمسة وستين ألف لاجئ سوري، وقد شكّل هذا العدد ما نسبته 22% من إجمالي اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية.

وتعتبر الهجرة التي هاجرها اللاجئون السوريون عبر الحدود الأردنية السورية مروراً بجنود القوات المسلحة الأردنية هجرة شرعية، وكان معظم النازحين من محافظات دمشق وحمص ودرعا، التي تعّد قريبة من الحدود الأردنية السورية، وقد أصبحت المنطقة المقام بها المخيم (الزعتري) منطقة مأهولة بالسكان، مكتظة كباقي المحافظات والمدن الأردنية، ليصبح المخيم بذلك ثاني أكبر مخيم في العالم، بعد مخيم داداب في كينيا. هذا وحصل المخيم على الاهتمام كغيره من مناطق بلدية الزعتري، حيث جعلتها منطقة تصلها الخدمات الصحية والتعليمية والماء والكهرباء.

التعليم في مخيم الزعتري

توجّهت الحكومة الأردنية إلى إنشاء مدارس خصيصاً للاجئين السورييّن لمنحهم حقّهم في التعليم كغيرهم من الأردنيين، فعيّنت وزارة التربية والتعليم الأردنية حوالي مئتين وسبعين معلم ومعلمة لتعليم اللاجئين السوريين في مدارس المخيم (الثانوية والابتدائية)، إلى جانب تسعين مساعداً سورياً، ولم تنسى الحكومة الأردنية أهمية الترفيه عن الطفل، فعمدت إلى إنشاء ثلاث وثلاثين ساحة للأطفال لقضاء وقت الفراغ فيها، ومن الناحية الصحية، فقد أصبح أطفال اللاجئين السوريين يأخذون المطاعيم على وقتها، كمطاعيم الحصبة، وغيرها من الخدمات الصحية.

أمن مخيم الزعتري

لم تصرف الحكومة الأردنية النظر عن مسألة الأمن في المخيم، فقد أقامت مديرية أمن خاصة في مخيم الزعتري، كما تم إقامة محكمة شرعية خاصة بالمخيم خلال عام ألفين وثلاثة عشر لتنظيم عقود الزواج وتثبيتها وكل ما يتعلّق بذلك، بالإضافة إلى افتتاح مركز دفاع مدني خاص بمخيم الزعتري تحت رعاية مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وذلك انطلاقاً من الحرص على حياة وسلامة اللاجئين السوريين.

مخيم الزعتري و منظمات حقوقية

حظي مخيم الزعتري بحصة الأسد بالعناية والمتابعة من منظمات حقوق الإنسان، وكما نال اهتمام وزراء وشخصيات عالمية مشهورة وفنانين عرب وغير العرب، وجاءوا بزيارات خاصة له للاطلاع على حال اللاجئين السوريين ومعيشتهم في هذا المخيم. وبالرغم من أنّ الأردن تعدّ دولة فقيرة الموارد، إلا أنّها تعّد الدولة الأكثر استقبالاً للاجئين السوريين خلال الأزمة المندلعة في بلادهم.