-

أين يزرع الزيتون

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الزّيتون

شجرة الزّيتون (الاسم العلمي: Olea europaea) من الأشجار المعمرّة دائمة الخضرة صغيرة الحجم، ولها أوراق مستطيلة خضراء فضية، وأزهارها بيضاء، أما الثّمار فهي بيضاويّة الشّكل. وتُعد شجرة الزّيتون منجماََ من الفوائد، فثمارها ذات قيمة غذائيّة عاليّة، ويُستخرج منها زيت الزّيتون الذي يشتهر بأنّه من الزّيوت الصّحيّة لاحتوائه على نسبة عالية من الدّهون الأحاديّة غير المشبعة، وتُستخدم أوراق شجرة الزّيتون لتحضير شاي له خصائص طبيّة، أما خشبها فيشتهر بلونه الأصفر، أو البني المائل للأخضر وبصلابته وتقارُّب حبيباته، مما يجعل منه مثالياََ للأعمال الخشبيّة.[1]

أماكن زراعة أشجار الزّيتون

يُعد حوض البحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي لأشجار الزّيتون، وقد كان المزارعون قديماََ يعتقدون أنّ أشجار الزّيتون لا تنمو جيداََ إذا كانت بعيدة عن البحر مسافة تزيد عن (55.6 كم)، إلا أنّ التّجارب الحديثة أثبتت أنّ أشجار الزّيتون يمكن أن تنمو في المناطق الدّاخليّة التي تتمتّع بمناخ البحر الأبيض المتوسط، بالرّغم من أنّها تفضّل المناطق السّاحليّة. وتتم حالياََ زراعة الزّيتون بنجاح في جنوب إفريقيا وتشيلي، وأستراليا، ونيوزيلندا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، ​​وفلسطين، وكاليفورنيا.[1]

يُفضّل تكثير أشجار الزّيتون عن طريق زراعة الأشتال النّاتجة من الأجزاء الخضريّة من النّبات وليس عن طريق البذور؛ وذلك لضمان الحصول على نباتات مطابقة للنبات الأم، على أن يتم اختيار الأجزاء الخالية من الآفات والأمراض، وأن تؤخذ هذه الأجزاء من أمهات عالية الإنتاج. وتُزرع أشتال الزّيتون في تربة محروثة جيداََ لتتمكّن من ترشيح مياه الأمطار والسّقي، وللحد من نمو الأعشاب الضّارة، ويُراعى أن يبقى عنق الشّتلات في مستوى سطح التّربة، بعد الغرس مباشرةََ تُسقى كل نبتة بـ 10-20 لتراََ من الماء، وتُسقى النّباتات خلال الصّيف الأول مرة كل أسبوع. وتُثبّت أشتال الزّيتون بعد غرسها بأغصان صغيرة في المراحل الأولى من النموّ، وبعد ثلاث سنوات تُستبدل بأغصان كبيرة يتم الاحتفاظ بها حتى السّنة الخامسة. وتحتاج أشجار الزّيتون للتسميد في مرحلة الغرس، وما بعدها لتزويد التّربة بالأملاح المعدنيّة اللازمة لنموّ الأشجار خاصةََ الكالسيوم، والبوتاس، والآزوت، والفسفور، ومن أفضل طرق تسميد التّربة حفر خطوط ما بين أشجار الزّيتون يُوضع فيها السّماد وتغطى.[2]

أماكن زراعة الزّيتون في الأردن

تُزرع أشجار الزّيتون في الأردن في المناطق الآتيّة:[3]

  • المرتفعات الجبليّة في عمان، والسّلط، وإربد، وجرش، وعجلون، والكرك، والطّفيلة، والتي يتراوح ارتفاعها ما بين 500-700 متر فوق سطح البحر، كما يمكن زراعتها في المرتفعات التي تزيد عن 700 متر، ولكن يجب زراعتها في هذه الحالة بحيث تكون الأرض مائلة إلى الشّرق أو الجنوب الشّرقي لتعوّض أشعة الشّمس البرودة النّاتجة عن الارتفاع الزّائد، وتعتمد أصناف الزّيتون التي يمكن زراعتها في المرتفعات الجبلية على معدل سقوط الأمطار، فإذا كان معدل سقوط الأمطار السّنوي 400 ملم، تُزرع جميع الأصناف المحليّة بالإضافة إلى صنف جروسا دي إسبانيا، أما إذا ازداد معدل الأمطار عن 500 ملم، فيمكن زراعة صنف جروسا دي إسبانيا، والأصناف التّركيّة، والباروني، واليوناني، ومنزانيلو، وكوراتينا.
  • المناطق الشّفاغوريّة، وتُزرع بأصناف الزّيتون المحليّة، وجروسا دي إسبانيا، والباروني، واليوناني بشرط توفّر الرّي الدّائم، أو التّكميلي حسب حاجة المنطقة.
  • مناطق البادية الشّماليّة والشّرقيّة في كل من المفرق والزّرقاء، وتُزرع بالزّيتون النّبالي، والرّصيعي، والنّبالي المحسّن، و جروسا دي إسبانيا، والأصناف التّركيّة المستوطنة في الأردن، وكوراتينا، بشرط توفّر الرّي الدّائم.
  • المناطق الغوريّة، ويُزرع فيها زيتون نصوحي جبع 2، وسانت أوغسطين، وسانت كاترين، والشّامي، واسكولانو، بشرط أن تكون التّربة ذات ملوحة منخفضة، وتوفر الرّي الدّائم.

الظّروف الملائمة لزراعة الزّيتون

في ما يأتي أهم الظروف التي يجب توفّرها لتنمو أشجار الزّيتون بنجاح:[4]

  • درجة الحرارة: تنمو أشجار الزّيتون بنجاح في المناطق التي يكون شتاؤها خالياً من الصّقيع، وهي تنمو بشكل أفضل تحت أشعة الشّمس، ويبدأ نمو أشجار الزّيتون في أواخر فصل الشّتاء، أو أوائل الرّبيع، عندما تصل درجة الحرارة في النّهار إلى 21.1 درجة مئويّة، وتحتاج الأشجار إلى فترة تتراوح من 10-15 أسبوعاََ مع درجات حرارة تتراوح بين 1.7- 10درجة مئويّة ليلاً، وعند تعرُّضها لدرجة حرارة أقل من -11.1 فإنها تموت.
  • التّربة: تحتاج أشجار الزّيتون إلى تربة جيدة التّصريف تتراوح درجة حموضتها بين 5.5 و 8.5 لتنمو.
  • الرّي: لا تتمكّن أشجار الزّيتون من النّمو في التّربة المشبعة بالماء، لذلك يُفضل ريّها أسبوعياََ بكمية قليلة من الماء (2.54 سنتيمتراََ)، مع ريّها ريّاََ عميقاً مرة واحدة في الشّهر.
  • التّباعد بين الأشجار: يجب أن تفصل مسافة 20-30 قدماً بين شجرة زيتون وأخرى لضمان تعرّض الأشجار للشمس من جميع الجهات، أما تقارب الأشجار فيؤدي إلى تكوّن ظلال تؤثر على الإزهار وتكوّن الثمار.

شجرة الزّيتون المباركة

وصف الرسول -عليه الصلاة والسلام- الزّيتون بأنّه شجرة مباركة، وأوصانا بأكل زيت الزّيتون واستخدامه كدهون، وذلك في قوله عليه السّلام: (كلوا الزَّيتَ وادَّهِنُوا بهِ وائتدِموا بهِ، فإنَّهُ يَخرُجُ من شجرةٍ مبارَكةٍ)،[5] وقد ورد ذكر الزّيتون في القرآن الكريم أكثر من مرة، وذلك في المواضع الآتية:

  • قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).[6]
  • قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).[7]
  • قوله تعالى: (اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).[8]
  • قوله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).[9]
  • قوله تعالى: (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتونَ وَالنَّخيلَ وَالأَعنابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ).[10]
  • قوله تعالى: (وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا).[11]

المراجع

  1. ^ أ ب "Olive", www.newworldencyclopedia.org,15-2-2015، Retrieved 21-5-2018. Edited.
  2. ↑ "شجرة الزّيتون"، www.agrimaroc.net، 2007، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2018. بتصرّف.
  3. ↑ الزين حبوب،علي ابو زريق، "أصناف الزّيتون المناسب للأردن"، www.ncare.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2018. بتصرّف.
  4. ↑ Judith Evans, "What Type of Environment Do Olive Trees Thrive In?"، homeguides.sfgate.com, Retrieved 21-5-2018. Edited.
  5. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في إتحاف المهرة، عن أبي أسيد بن ثابت الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 13/97، فيه اختلاف.
  6. ↑ سورة الأنعام ، آية: 99.
  7. ↑ سورة الأنعام، آية: 141.
  8. ↑ سورة النور، آية: 35.
  9. ↑ سورة التين، آية: 1.
  10. ↑ سورة النحل، آية: 11.
  11. ↑ سورة عبس، آية: 29.