ورد عن أهل العلم والتاريخ أكثر مِن قولٍ في مكان ولادة إبراهيم -عليه السلام-؛ فقيل إنّه قد وُلد في دمشق، وقيل في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنّه قد ولد في بحران؛ لكنّ أرجح الأقوال تذكر أنّ مولده كان في بابل؛ وقد جاء مولد إبراهيم -عليه السلام- بعد انتهاء زمن نبوّة هود وصالح -عليهما السلام-؛ فبعد نبوّتهما بفترةٍ سادت مجدّداً عبادة الأصنام والصدّ عن توحيد الله -تعالى-؛ وكان في الفترة التي وُلد فيها سيدنا إبراهيم ظهور النمرود؛ الذي بلغ به الكفر إلى أن ادّعى الألوهية، وعظّمه قومه واتّبعوه.[1]
دُفن إبراهيم -عليه السلام- ودُفن ابناه إسحاق ويعقوب من بعده في مربعةٍ بناها سليمان بن داوود -عليهما السلام-، في حبرون في مدينة الخليل في فلسطين؛ وهذا الخبر قد انتقل نقلاً متواتراً جيلاً بعد جيلٍ وأُمةً بعد أُمّةٍ، وكان من نقل هذا الخبر هم بنو إسرائيل أنفسهم، ولذلك فمن المؤكّد وجود قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب في مدينة الخليل؛ وأمّا المكان المؤكّد لهذه المربعة أو استطاعة تحديد مكانٍ بعينه فليس مؤكّداً، فلا يقال إنّ القبور موجودةً في هذا المكان على وجه التحديد.[2]
أورد الله -تعالى- ذكر نبيه إبراهيم -عليه السلام- في القرآن كثيراً؛ وقد كان يُثني عليه ويمتدحه في آياتٍ كريماتٍ عدّةٍ، فقد وصفه الله -تعالى- بأنّه أُمّة؛ والمقصود بالأُمّة؛ أيّ الإمام الذي يُقتدى به، قال ابن مسعود إنّه مُعلّم الخير، وقال غيره إنّه مُعلّم الناس دينهم، ويذكر العلماء جانباً من الصفات التي تُؤهّل العبد للإمامة أو لِيكون أًمّة؛ منها:[3]