أين دفنت فاطمة رضي الله عنها
فاطمة رضي الله عنها
شرّف الله سبحانه وتعالى البشرية بنبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، الصادق الأمين، وانحدرت من نسله سلالة مشّرفة نتناقل سيرهم حتى هذه اللحظة، سيرة عطرة ومشّرفة.رُزق النبي صلى الله عليه وسلم باثنين من الأبناء الذكور وهم (القاسم وعبدالله)، وكان يكنّى بأبي القاسم، وتوفيا وهم صغار السن، ورُزق النبي صلى الله عليه وسلّم من الإناث : (فاطمة الزهراء، أم كلثوم، رقية، زينب رضي الله عنهن).
ضربت بنات الرسول صلى الله عليه وسلم خير كمثال للمرأة المسلمة، فهاهي فاطمة الزهراء تجاهد منذ طفولتها مع أبيها صلى الله عليه وسلّم، فقد شهدت موقفاً، عندما اجتمع كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وقد كانت برفقته، فكان ساجداً لله تعالى في الحرم، وقام المشرك عقبة بن أبي معيط من مشركي قريش بقذف سلا جزور على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، فقامت فاطمة الزهراء رضي الله عنها بإزالة الأذى عن ظهر أبيها، وعندما رفع النبي رأسه الشريف قال: "اللهم عليك بالملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هاشم وعتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف"، فانصرف عنه المشركين، ومضت أعوام قليلة حتى قتلوا في معركة بدر.
نسبها
السيدة فاطمة الزهراء، ابنة خير البشرية، ونسلها خير نسل تنتمي إليه، فهي ابنة سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء، وأمها السيدة خديجة بنت حويلد، وحظيت بشبه كبير بوالدها الرسول صلى الله عليه وسلّم حتى لقبها بـ"أم أبيها".أمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، وهي خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، وهي أولى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعاصرت الرسول صلى الله عليه وسلّم في الفترة التي بعث فيها نبياً.ولدت السيدة خديجة بنت خويلد في عام 555 ميلادي في مكة المكرمة، ولها من الأبناء القاسم ، وفاطمة الزهراء وزينب بنت محمد وعبدالله بن محمد ورقية رضوان الله عليهم جميعا، وهي أول من آمنت بالرسول صلى الله عليه وسلّم من النساء، وأول من ساندت وآزرت الرسول صلى الله عليه وسلّم عندما نزل إليه الوحي في غار حراء.
صفاتها
عُرف عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالبلاغة وفصاحة اللسان وطلاقته، سيدة نساء العالمين، التقوى، الورع، العفة، زاهدة، مجتهدة في العبادة، وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلّم بأن السيدة فاطمة رضي الله عنها هي سيدة نساء أهل الجنة.
ولادتها
يقال بأن السيدة فاطمة الزهراء، ابنة خير الأنام النبي محمد صلى الله عليه وسلّم قد ولدت في السنة الخامسة قبل البعثة في مكة المكرمة، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم وقتها 35 عاماً، يقال بأن يوم ولادة السيدة فاطمة رضي الله عنها كان يوم حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزاع حول من وضع الحجر الأسود في مكانه.
نشأتها
عاشت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها مع أبيها الرسول صلى الله عليه وسلّم في أصعب الأيام وأشدها التي كانت قريش آذته بها أذىً شديداً من اضطهاد، وكانت تخفف من همه وتسنده.وعاصرت السيدة فاطمة الزهراء الفترة التي حوصرت بها مكة المكرمة، حيث حاصرت قريش بني هاشم في شعب أبي طالب لمدة 3 سنوات، تمنع عنهم الأكل والشرب حتى يرضخوا للأمر الواقع والرجوع عن الإسلام، فلم يكن ذلك يزيد آل هاشم إلا ثباتاً وإصراراً حتى اضطروا إلى أكل الاوراق.ولم يزد هذا الحصار فاطمة الزهراء إلا نضجاً وإيماناً وتقوى، وقد لحق بالثلاثة أعوام من الحصار، عام الحزن العام الذي توفيت به السيدة خديجة بنت خويلد ومن ثم وفاة عمه أبو طالب، وعانى الرسول صلى الله عليه وسلّم خلال هذه الفترة ومرّ بظروف صعبة للغاية.
ألقابها وهجرتها
أُطلق على السيدة فاطمة الزهراء ألقاباً عدة منها، الصديقة، الزكية، المباركة، البتول، الطاهرة.في السنة الثامنة للهجرة، هاجرت السيدة فاطمة الزهراء برفقة أم كلثوم (أختها)، وسودة بنت زمعة، برفقة زيد بن حارثة وعبدالله بن أبي بكر، وأم المؤمنين عائشة وأم رومان، رضي الله عنهم جميعاً، وقد كان عمرها آنذاك 18 عاماً.
حياتها الزوجية
تزوجت السيدة فاطمة الزهراء من الصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وأنجبت كل من الحسن والحسين، ومن البنات أم كلثوم وزينب، ولقّب الحسن بن علي بن أبي طالب بسيّد شباب أهل الجنة، كما لقبّ ايضاً به الحسين.زوجها علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي، تربطه بالنبي صلى الله عليه وسلم صلة (أبناء عمومة)، ابن عمه وصهره. تكفّل النبي صلى الله عليه وسلّم بتربيته عندما توفّي والداه وجده، ولد عام 599 ميلادي في مكة، وقتل اغتيالاً على يد الخوارج في مسجد الكوفة في العراق.
وفاتها
لازمت السيدة فاطمة الزهراء والدها النبي صلى الله عليه وسلم عندما مرض مرضه الأخير، وكان الرسول صلى الله عليه وسلّم قد أسّر لها بسرّين، الأول أبكاها والثاني أضحكها، فسألتها أم المؤمنين السيدة عائشة عما أضحكها، فقالت بأن أباها أخبرها هل ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟، فضحكت رضي الله عنهاـ وكان الرسول صلى الله عليه وسلّم قد بشرّها بأنها أول من سيلحق به (يتوفى) بعده من أهل بيته.بكت السيدة فاطمة الزهراء عند وفاة أبيها بكاءً مريراً، ولم يمضِ على وفاته صلى الله عليه وسلّم خمسة وتسعون يوماً حتى وافتها المنية في الثالث من شهر جمادى الآخرة 11 هــ والله تعالى اعلم.