أجمع العلماء على موقع قبر النبيّ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- وحده من بين قبور الأنبياء، إلّا أنّ جمهور العلماء ذهبوا إلى أنّ القبر الموجود في مدينة الخليل في فلسطين هو فعلاً قبرٌ للنبيّ إبراهيم -عليه السّلام- وليس مقاماً وحسب، وقبر النبيّ إبراهيم -عليه السّلام- موجودٌ في مغارةٍ في مدينة الخليل، وقيل إنّ القرية التي يوجد فيها القبر معروفةٌ، لكنّ تحديد البقعة التي تحوي القبر لم تُعرف.[1][2]
بعث الله -تعالى- نبيّه إبراهيم لدعوة قومٍ صابئين، تاركين لتوحيد الله وعبادته؛ إذ كانوا يعبدون النجوم والكواكب، فبدأ النبيّ إبراهيم بدعوتهم مرّةً بعد مرّةٍ بحسب الأسلوب الذي يناسب عقولهم، وينوّع في طرائق مخاطبتهم؛ لمواجهة أفكارهم الضالة، وليثبت لهم بالحجج القاطعة ضلالة فكرهم، وسذاجة طرحهم مقارنةً بالتوجّه للإله الواحد المستحقّ للعبادة، وحاجة الإنسان للإخلاص له وحده في العيش، لكنّ القوم لم يلتفتوا لدعوات نبيّهم، وبقوا على شركهم وكفرهم، حتّى بعد أن أفحمهم ببعض الأدلة القاطعة، بل وحاولوا قتله؛ للتخلّص من فكره أبداً، في الموقف المعروف، حين حاولوا حرقه بالنار، فحماه الله -تعالى- من كيدهم وشرّهم، وأخرجه من النار سالماً لم تمسسه بسوءٍ.[3]
الناظر في حياة النبيّ إبراهيم -عليه السّلام- يرى فيها الكثير من العِبر والدروس المستخلصة من كلّ حادثٍ وموقفٍ عايشه عليه السّلام، وفيما يأتي ذكر بعض الدروس المستفادة من دعوة النبيّ إبراهيم، ومن عموم حياته:[4]