-

أين ولد الإمام أحمد بن حنبل

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الإمام أحمد بن حنبل

هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ الذهلي أي أنّه بن ذهل الشيبانيّ، أحد الفقهاء المتميّزين في الإسلام، ويأتي في المرتبة الرابعة من بين الأئمة الأربعة عند أهالي السنة، وهو صاحب أحد المذاهب في الفقه الإسلاميّ والمعروف باسم الحنبليّ، وأهم ما تميز فيه بأنّه صاحب علم واسع، وقدرة على الحفظ القوي الرسيع، وكان يتّسم بسمات حسنة كالتسامح، والتواضع، والصبر، والفراسة، وقد أثنى عليه الإمام الشافعي عندما وصفه بالرائع، والتقي، والفقيه، ويعدّ كاتب كتاب المسند في الحديث الذي يُعرف بأشهر هذه الكتب، وكانت الأسس التي تدور حول طريقة المعرفة للكتابة هي التمسك الشديد بالماضي الذي يعدّ محوراً يتعبد حسبه.

أين ولد الإمام أحمد بن حنبل

ولد الإمام الحنبليّ سنة 164 هجريّة في العاصمة العراقيّة بغداد كما يعتقد الأغلبيّة؛ لأنّ المسألة ما زلت في موضع شك فالبعض الآخر يعتقد بأنه ولد في بلاد فارس وذلك تبعاً للمكان الذي كان يعمل فيه أبوه، وآخرون في أفغانستان، ونشأ في هذه البلاد يتيماً التي كانت في ذلك الوقت جامعةً للعالم الإسلاميّ، وتتنوّع فيها الكثير من المعارف المختلفة والمهمّة، وأنواع الفنون، بدأ الحنبليّ يتعلّم الحديث النبويّ على يد الشيخ هُشَيم بن بشير الواسطي وكان ذلك سنة 179 هجريّة، واستمرّ بالتعلّم على يدّ هذا الشيخ لمدّة أربع سنوات إلى أن وافته المنيّة في سنة 183 هجريّة، واستمرّ في طلب وتعلّم الحديث النبوي الشريف في بغداد حتى عام 186 هجريّة، وبعدها بدأ يرتحل من مكان لآخر من العراق إلى الحجاز، وتهامة، واليمن لطلب الحديث، فتعلّم الكثير من الحديث بعد هذه الفترة على يد كثير من العلماء والمحدثين إلى أن بلغ الأربعين في عمره التي كانت في سنة 204 هجريّة والتي بدأ فيها رحلة جديدة، وأصبح في ذلك الوقت أحد المحدثين، وأصحاب الفتوى في بغداد، وكانت تتميّز مجالسه بوجد أعداد تصل إلى خمسة آلاف شخص يستمعون إلى دروسه.

كانت حياة الحنبليّ مليئة بالمحن الكثيرة وخاصّةً أثناء الخلافة العباسيّة التي كانت في ذلك الوقت تحت إمرة الخليفة المأمون، ثمّ تولّى المعتصم، ثمّ الواثق، وكان هؤلاء الخلفاء يعتقدون بأنّ القرآن الكريم مخلوق محدّث وهذا ما يُعرف برأي المعتزلة، إلّا أنّ الحنبليّ بالإضافة إلى العديد من العلماء في ذلك الوقت خلافوا معتقدات الخلفاء، ونتيجةً لذلك تم حبسه وتعذيبه، وعندما أطلق سراحه عاد للتدريس، وأصيب الحنبليّ بالحمّى في اليوم الأول من شهر ربيع الأول لعام 241 هجريّة، والتي أدّت إلى سوء حالته، وتوفي بعدها بعدّة أيام وتحديداً في يوم الجمعة، وكان يبلغ آنذاك السبعين من عمره.