وُلد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في دار عمّه أبي طالب في شعب بني هاشم، وقد اتّفق العلماء أنّ ذلك كان يوم الاثنين، لكنّهم اختلفوا في التاريخ تحديداً، فقيل في الثاني من ربيع الأوّل، وقيل في الثامن أو التاسع أو الثاني عشر منه، لكنّ الأرجح أنّه قد وُلد في الثاني عشر من ربيع الأوّل، والمؤكّد أنّ ولادته كانت عام الفيل، وقد وُلد النبيّ يتيماً؛ فقد توفّي والده وهو حملٌ في بطن أمّه.[1][2]
تنقّل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين كفلائه ومن رعاه في طفولته، وذلك بسبب ولادته يتيم الأب، وتجلّت حكمة الله -تعالى- في كون النبيّ -عليه السلام- قد وُلد يتيماً في أكثر من مظهرٍ، وفيما ذكر الحكمة التي أرادها الله -سبحانه- من ولادة النبيّ يتيماً:[3]
لمّا ولدت آمنة النبيّ -عليه السلام- أقبلت إلى جدّه تُبشّره به، ففرح به فرحاً عظيماً وسمّاه محمّداً، وكانت أمّه آمنة أوّل من أرضعته، ثمّ دفع به جدّه عبد المطلب إلى حليمة السعديّة، فبقي عندها حتى حصلت معه حادثة شقّ الصدر، فأرجعته إلى والدته خوفاً عليه، فمكث النبيّ عند والدته حتى تُوفيّت وهو في السادسة، فمكث بعد وفاتها عند جدّه حتى تُوفّي حين كان النبيّ في الثامنة من عمره، فكفله عمّه أبو طالب حتى شبّ عليه السلام.[4]