أين كانت مملكة الغساسنة
الغساسنة وتأسيس المملكة
يرجع الغساسنة في نسبهم إلى قبائل الأزد، وهذه القبائل كانت قد هاجرت بلاد اليمن، إلى بلاد الشام الواقعة في الشمال من شبه الجزيرة العربية، وقد بدأت هذه الهجرات مع مطلع القرن الأول الميلادي، واستمرت إلى ما بعد ذلك، وعندما وصلوا إلى مهجرهم نزلوا ابتداءً في أرض تهامة عند عين الماء المعروفة باسم غسان، ومن هنا سُمُّوا بهذا الاسم.
استمرّ الغساسنة في هجرتهم بعد ذلك إلى أراضي بلاد الشام، ووصلوا إلى الأراضي الجنوبية منها، وهي الّتي تُعرف اليوم بأرض الأردن، فوجدوا هناك قوماً كانوا قد ولُّوا من الروم وهم الضجاعمة الذين يرجعون إلى آل سليح القضاعيين، وقد كانت أراضيهم واسعة وممتدة على مساحات كبيرة من أراضي بلاد الشام، فقد كانوا يسيطرون على تلك المناطق التي كانت واقعة بين كلٍّ من جبل الشيخ، والجبال الفلسطينية، والغور الفاصل بين الأردن وفلسطين، والبلقاء، والعقبة، والجبال الكركية من أرض الأردن.
فرض الضجاعمة الأتاوات على الغساسنة، مما أثار الحنق، والخلافات العنيفة بينهم، والّتي انتهت بحروب كُتب النصر فيها للغساسنة، مما جعلهم يستولون على الأراضي الّتي كان أعداؤهم يسيطرون عليها والمذكورة سابقاً.
تأسّست المملكة الغسّانية في العام مئتين وعشرين ميلادي، وتوسّعت أراضيهم لتشمل أيضاً أرض الأردن، وجنوب سوريا، وغوطة دمشق، وسهل حوران، والجولان، ويُقال أنّهم وصولوا إلى خيبر من خلال غزواتهم الّتي كانوا يقومون بها. وقد اتخذ الغساسنة من جابية الجولان عاصمة لمملكتهم الواسعة، بعد أن كانت بصرى الشام هي عاصمتهم.
ملوك الغساسنة
أول ملوك الغساسنة هو الملك جفنة بن عمرو، وعمرو يرجع في نسبه إلى امرؤ القيس الشاعر العربي العملاق، وقد حكم جفنة بن عمرو في الفترة ما بين مئتين وعشرين ميلادي، وما بين مئتين وخمسة وستين ميلادي.
بلغ عدد ملوك الغساسنة ستة وثلاثين ملكاً كان آخرهم جبلة بن الأيهم الذي حكم في الفترة ما بين ستمائة واثنين وثلاثين ميلادي، وما بين ستمائة وثمانية وثلاثين ميلادي.
الغساسنة اليوم
هناك العديد من العائلات اليوم ترجع في أصلها إلى الغساسنة، وهذه العائلات تنتشر في جنوب سوريا، وفي بقاع من الأردن، ولبنان، وفلسطين، أي أنّهم لا يزالون إلى يومنا هذا في بلاد الشام، وقد تحولت نسبة كبيرة منهم إلى الديانة الإسلامية، مع العلم أنه لا تزال هناك عائلات مسيحية تنتمي إلى الغساسنة.
ظهر من الغساسنة اليوم عدد لا بأس به من المبدعين، على رأسهم روكس بن زائد العزيزي الأردني الذي ينتمي إلى عشائر العزيزات، إحدى العشائر الأردنية المسيحية، والتي ترجع في نسبها إلى الغساسنة، وقد كان العزيزي –رحمه الله- من المبدعين والأدباء الأردنيين الأفذاذ.