من هم أطفال التوحد
مرض التوحد
يُمكن تعريف مرض التوحّد (بالإنجليزية: Autism) أو ما يُسمّى باضطراب طيف التوحّد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder) على أنّه اضطراب عصبيّ وتنمويّ مُعقّد، يبدأ منذ مراحل الطفولة المبكّرة، ويتضمّن ضَعف في التفاعل الاجتماعيّ، وتنمية المهارات اللغوية، بالإضافة إلى ممارسة السلوكيات المُتكررة، وفي العديد من الحالات يصاحب مرض التّوحد بعض المشاكل الصحيّة الأخرى، مثل اضطرابات الجهاز الهضميّ، والتّشنجات العصبيّة (بالإنجليزية: Seizures)، واضطرابات النوم، ويتمّ تشخيص مرض التّوحد في بعض الحالات في مرحلة مبكّرة من العمر قد تصل إلى 18 شهراً، إلّا أنّ علامات التوحد الأكثر وضوحًا تميل إلى الظهور بشكل عام بين 2-3 سنوات من عُمر الطفل، وفي الحقيقة قد تتفاوت حدّة مرض التّوحد من طفل إلى آخر، حيثُ يُعاني البعض من إعاقة بسيطة قدّ لا تؤثر في ممارسة الحياة الطبيعية إلى حدّ ما، أمّا في بعض الحالات الأخرى فقد يعاني الطفل المصاب من عجز كبير يتطلب رعاية مؤسسية خاصّة.[1][2]
أسباب مرض التوحد
تُعدّ الأسباب المؤدية لحدوث مرض التّوحد غير مُحدّدة وغير واضحة، حيثُ تُشير الأبحاث إلى وجود عوامل جينية وعوامل خارجية أخرى قد تلعب دوراً مهمّاً في ولادة طفل مُصاب بالتّوحد، كما أشارت الدراسات إلى وجود بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من فُرصة إنجاب طفل مُصاب بالتّوحد، ومن هذه العوامل ما يلي:[2][3]
- تقدم عُمر الأم أو الأب.
- تعرّض المرأة لبعض الأدوية، أو المواد الكيميائية، أو شرب الكحول في فترة الحمل.
- إصابة المرأة الحامل ببعض اضطرابات الأيض، مثل السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، أو السُمنة (بالإنجليزية: Obesity)، وفي بعض الحالات الإصابة بمرض الفينيل كيتونيوريا (بالإنجليزية: Phenylketonuria) غير المُعالَج، والحصبة الألمانيّة (بالإنجليزية: Rubella).
- إصابة المرأة الحامل بالإنفلونزا أو الحُمّـى لمدّة تزيد عن أسبوع كامل.
- معاناة أحد أقارب الطفل من الدرجة الاولى من اضطراب ثُنائي القطب (بالإنجليزيّة: Bipolar disorder)، أو انفصام الشخصيّة (بالإنجليزية: Schizophrenia).
- وجود طفرات جينيّة في بعض الجينات المحدّدة.
اضطراب طيف التوحد
تندرج العديد من الاضطرابات النفسيّة المختلفة ضمن مصطلح اضطراب طيف التوحد، وتتميّز كل حالة من هذه الاضطرابات ببعض الصفات الفريدة على الشخص المصاب، وفي ما يلي بيان لبعض هذه الاضطرابات:[2]
- اضطراب التوحد: (بالإنجليزية: Autistic disorder) ويصاحب الإصابة بهذا النوع من الاضطراب مشاكل في التفاعلات الاجتماعية، والتواصل، واللعب التخيليّ عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
- متلازمة أسبرجر: (بالإنجليزية: Asperger's syndrome) يُعاني الأطفال في هذه الحالة من نفس المشاكل التي يُعاني منها الأطفال المُصابون باضطراب التوحد، إلا أنّهم يتمتعون بمعدّل ذكاء طبيعيّ أو حتى أعلى من الطبيعيّ في بعض الحالات، كما أنّهم لا يُعانون من أيّ مشاكل لُغويّة.
- الاضطرابات النمائيّة الشاملة: (بالإنجليزية: Pervasive developmental disorde)، واختصاراً PDD، وتُعرَف أيضًا باسم التّوحد اللانمطيّ (بالإنجليزية: Atypical autism)، وهو تصنيف يشمل جميع حالات اضطرابات التوحد التي لا تنطبق عليها صفات اضطرابات التوحد الأخرى.
- اضطرابات الطفولة التـحلُّلية: (بالإنجليزية: Childhood disintegrative disorder) وهي من الاضطرابات النادرة جداً، وتتميّز بحدوث انتكاس في شخصية الطفل وقدرته على التواصل بعد فترة نمو طبيعيّة لمدّة عامين على الأقل.
أعراض الإصابة بمرض التوحد
هناك العديد من الأعراض المختلفة التي قد تظهر على الأطفال المصابين بمرض التوحّد، نذكر منها ما يلي:[4]
- المهارات الاجتماعيّة: تُعدّ هذه الأعراض الأكثر شيوعاً بين جميع أنواع اضطراب طيف التّوحد، ومنها ما يلي:
- مهارات اللغة والتّواصل: وتشمل عدد من الأعراض نذكر منها:
- سلوكيات غير اعتيادية: من الأمثلة على الاهتمامات والسلوكيات غير العادية المتعلقة بالتوحد عند الطفل ما يلي:
- أعراض أُخرى: وتشمل:
- عدم استجابة الطفل عند مُناداته باسمه بعمر 12 شهراً.
- تجنّب الاتصال المباشر مع العينين.
- تفضيل الطفل للعب بشكل مُنفرد.
- عدم مُشاركة الطفل لاهتماماته أو مشاعره الخاصّة مع الآخرين.
- تَجنّب أو مُقاومة الاتصال الجسدي.
- تأخر النطق.
- تكرار عبارات وجمل محدّدة عدّة مرات متتالية.
- عكس الضمائر، كأن يقول على سبيل المثال "أنت" بدلاً من "أنا".
- إعطاء إجابات غير متناسبة مع السؤال.
- استخدام الإيماءات بشكل قليل أو عدم استخدامها على الإطلاق.
- عدم القدرة على فهم النّكات أو المُزاح.
- ترتيب الألعاب أو الأشياء بشكل مُنظّم، وبنفس الطريقة في كلّ مرّة.
- اتّباع طريقة لعب محدّدة بشكل دائم.
- اتّباع روتين محدّدة، والانزعاج من التغييرات التي قد تحدث لهذا الروتين.
- القيام ببعض السلوكيّات المُتكررّة كتقليب الأيدي، أو الدوران حول نفسه بشكل مُستمرّ.
- فرط النشاط (بالإنجليزية: Hyperactivity).
- الاندفاعيّة (بالإنجليزية: Impulsivity) والتّصرف دون تفكير.
- قلّة الانتباه.
- العدوانيّة والتسبب بإيذاء النفس.
- اتّباع عادات غير اعتياديّة في الأكل أو النوم.
- عدم الخوف أو الخوف أكثر ممّا هو متوقع.
- القيام بردّات فعل عاطفيّة أو مزاجيّة غير طبيعيّة.
التعامل مع أطفال التوحد
إنّ التشخيص المُبكّر للتوحد له شان كبير في مُساعدة طفل التّوحد على التّطور وممارسة حياة طبيعيّة قدر المُستطاع، حيث يمكن مساعدته من خلال العمل الجماعيّ من قِبل المتخصّصين، مثل؛ الطبيب، والمعالج الوظيفي، ومعلمي التربية الخاصة، وغيرهم. ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد إلى الآن علاج محدّد وشافٍ لمرض التوحد، ولكن توجد بعض الطريق التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل على تعلّم وسائل الاتصال الفعّال، وكيفيّة تكوين الصداقات، ومشاركة اللّعب مع الآخرين، كما يجدر التنبيه إلى أنّ طفل التوحّد بحاجة دائمة إلى المساعدة من قِبَل الآخرين، لذلك يجدر بعائلة الطفل والأشخاص المحيطين به تفهّم حالة الطفل والصبر عليه.[5]
المراجع
- ↑ "What Is Autism?", www.autismspeaks.org, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Smitha Bhandari, MD (8-1-2017), "Understanding Autism -- the Basics"، www.webmd.com, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ↑ "Autism: Causes and Research", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ↑ "Autism Spectrum Disorder (ASD) ", www.cdc.gov, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ↑ Mary L. Gavin, MD (4-2018), "AUTISM"، kidshealth.org, Retrieved 28-8-2018. Edited.