من هم خير أجناد الأرض
من هم خير أجناد الأرض
يتحدّث المسلمون كثيرًا عن خير أجناد الأرض وترى بعضهم يستشهد بأحاديث وآثار لم تصحّ في هذا الشّأن، ومن الآثار التي تروى في ذلك ما جاء في خطبةٍ من خطب والي مصر وفاتحها عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث سمع حديثًا عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام يذكر فيه جند مصر وأنّهم خير أجناد الأرض، فهل صحّ هذا الخبر عن رسول الله؟ وإذا لم يصحّ فمن هم خير أجناد الأرض على الحقيقة؟ وما هي صفاتهم؟ وتَكلّم علماء الحديث والمؤرّخون في سند حديث يذكر فيه جند مصر وأنّهم خير أجناد الأرض وضعّفوه ضعفا شديدًا، فالحديث إذن لا يصحّ بسندٍ معتبر.
جند الشّام خير أجناد الأرض
أشار النّبي عليه الصّلاة والسّلام وفي معرض حديثه عن أمورٍ تكون في آخر الزّمان وبين يدي السّاعة أنّ المسلمون سوف يكونون أجنادًا، فيكون جند بالشّام، وجند في اليمن، وجند في العراق، وقد سأل الصّحابي ابن حوالة رضي الله عنه النّبي أن يَختار له خير هذه الأجناد إن أدرك هذا الزّمان، فقال له النّبي عليه الصّلاة والسّلام عليكم بجند الشّام، وبيّن سبب ذلك أنّ الشّام هي خيرة أرض الله، وهي المكان الذي يصطفي إليه الله تعالى خيرة عباده، ويفهم من هذا الحديث الشّريف الذي صحّ عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ خير أجناد الأرض هم جند الشّام .
مكان جند الشّام
أمّا المكان الذي يتواجد فيه جند الشّام على التّعيين فقد وردت عددٌ من الأحاديث عن النّبي الكريم في ذلك، ومنها ذكر طائفة الحقّ التي تكون في آخر الزّمان والتي يكون من بين صفاتها أنّها تكون قائمةً على الحقّ وعلى أمر الله تعالى صابرة محتسبة، قاهرةً لعدوها، لا يضرّها من خذلها ولا من خالفها حتّى يأتيها أمر الله تعالى وهي على هذا الحال، وذكر أنّها تُقاتل على أبواب دمشق، وكذلك على أبواب بيت المقدس .
صفات جند الشّام
ممّا سبق نستنتج أنّ خير الأجناد وأفضلها هم جند الشّام المرابطين إلى قيام السّاعة، ثمّ يأتي من بعدهم جند اليمن لورود الأحاديث في فضل اليمن وجندها كذلك، كما يستنتج من الأحاديث أنّ الجند لا يستأهلون تلك المكانة ولا الخيريّة إلاّ بسبب اصطفاء الله تعالى لهم وتثبيتهم على الحقّ، فهم جند تتوفّر فيه صفات التّقوى والعدالة والصّبر والثّبات، وهم جندٌ يدركون طريق الحقّ ويلزموه، ترتفع راياتهم البعيدة عن التّطرف والغلوّ والأهواء فوق هضاب الشّام وجبالها وسهولها، وحول بيت المقدس وأكنافها حتّى يأتيهم أمر الله وهو النّصر المبين.