من هن زوجات النبي

أمّهات المؤمنينأثنى الله -تعالى- في كتابه الكريم على صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عموماً، وعلى أمّهات المؤمنين خصوصاً، وجعل لزوجات النبيّ -عليه

أمّهات المؤمنين

أثنى الله -تعالى- في كتابه الكريم على صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عموماً، وعلى أمّهات المؤمنين خصوصاً، وجعل لزوجات النبيّ -عليه السّلام- المنزلة الرفيعة، والمكانة العالية، بقول الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)،[1] وفي هذه الآية غير التكريم العام لزوجات النبيّ، بل كذلك تأكيدٌ على المسلمين أنّ زوجات نبيّهم هنّ بمكانة أمّهاتهم، فأوجب لهنّ حكم الأمومة على كلّ مسلم، حيث قال القرطبيّ: (شرّف الله أزواج نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- بأن جعلهنّ أمّهات المؤمنين؛ أيّ: وجوب التعظيم، والمبرّة، والإجلال، وحرمة النكاح على الرجال، وحجبهن -رضي الله عنهن- بخلاف الأمّهات).[2]

وإنّ من مناقب زوجات الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وفضلهنّ، وسبب اصطفاء الله -تعالى- لهنّ كذلك أنّهنّ ابتغين وجه الله -تعالى- في سائر أمور حياتهنّ، وفضّلن الآخرة ونعيمها على متاع الحياة الدنيا، فأعطاهنّ الله -تعالى- خير الجزاء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً*وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)،[3] ومن المناقب التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه الكريم لنساء النبيّ أنّهنّ لسن كأحدٍ من النّساء في الفضل والشرف، قال الله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ)،[4] ووعد الله -سُبحانه- أمّهات المؤمنين بمضاعفة الأجور؛ لصبرهنّ واحتسابهنّ وعظيم قدرهنّ عنده، حيث قال: (نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً)،[5] أيّ تعلو درجتها في أعلى عليّين فوق جميع الخلائق، فكانت تلك الآيات غيضٌ من فيضٍ يذكر الله -تعالى- فيها علوّ مكانة أمّهات المؤمنين عنده، ومن الواجب على المسلم أن يكرمهنّ ويحبهنّ؛ إكراماً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعملاً بمضمون الآيات الكريمة.[2]

زوجات النبيّ

جمع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين إحدى عشرة زوجة، أولاهنّ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وقد تزوّجها قبل البعثة، ولم يجمع بينها وبين أحدٍ من زوجاته حتى توفّيت، وفي ما يأتي ذكر زوجات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعض أخبارهنّ:[6][7]

  • خديجة بنت خويلد القرشيّة الأسديّة، مأوى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وملجأه في الشدائد، كانت تخفّف عنه همومه، وصبرت واحتسبت معه البلاء في أوّل الدّعوة، وقد أنجب الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كلّ أولاده منها إلّا إبراهيم، وتوفّيت قبل الهجرة بثلاث سنوات.
  • سودة بنت زمعة القرشيّة، تزوّجها رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بعد وفاة خديجة، ولقد حازت السيدة سودة صفاتاً رفيعةً جليلةً، فكانت كريمةً مؤمنةً تقيّةً، وقد روت خمسة أحاديث عن رسول الله عليه السّلام، ومكثت زوجةً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ما يقارب ثلاث سنواتٍ دون أن يتزوّج الرسول بغيرها، وتوفّيت في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • عائشة بنت أبي بكر، هي حبيبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تزوّجها في مكّة، ودخل بها في السنة الثانية للهجرة، ولم يتزوّج بكراً غيرها، كانت أحبّ الخلق إلى قلب الرّسول عليه السّلام، ولقد كان جبريل -عليه السّلام- هو من عرض على الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الزّواج منها؛ لحكمةٍ أرادها الله تعالى، حيث كانت عائشة أفقه أمّهات المؤمنين، وأعلمهنّ بالحلال والحرام، ولقد روت عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، وورد في فضلها الأحاديث، ونزلت فيها آيات من القرآن الكريم تبرّؤها ممّا اتّهمها فيه أحد المنافقين في عِرضها، فدافع عنها الله -تعالى- في ما أنزل في مطلع سورة النور، حيث قال: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).[8]
  • حفصة بنت عمر بن الخطّاب، خطبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن توفّي عنها زوجها، فقد شارك زوجها في غزوة بدر، ثمّ مات، فخطبها رسول الله من والدها رضي الله عنه، وكان ذلك في العام الثالث للهجرة، ولقد ارتفعت حفصة في ميزان الله تعالى؛ لعبادتها، وتُقاها، فقد كانت صوّامةً قوّامةً، وقد روت عن رسول الله -عليه السّلام- ستين حديثاً، توفّيت في شعبان، سنة خمس وأربعين، في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
  • زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية، من بني هلال بن عامر، وكان يُقال لها أمّ المساكين؛ لحبّها للمساكين، وإكرامهم، والشّفقة عليهم، ولم تمكث السيّدة زينب عند الرّسول سوى شهرين أو ثلاثة، ثمّ توفّيت.
  • هند بنت أبي أميّة القرشيّة المخزوميّة، وهي أمّ سلمة، هاجرت الهجرتين، وأنجبت أولاداً كلّهم صحابة، وقيل إنّ زواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بها كان سنة أربع من الهجرة، وكانت من أجمل النساء، وأشرفهن نسباً.
  • صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب النضيريّة، سباها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم خيبر، ثمّ أعتقها وتزوّجها، وقد روت عن رسول الله -عليه السّلام- عشرة أحاديث، وتوفّيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
  • جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، تزوّجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ليؤلّف قلوب قومها فيدخلوا الإسلام، حيث كان كثير منهم أسرى بأيدي المسلمين، فلمّا رأى الصّحابة أنّ رسول الله قد تزوّج منهم، أعتقوا كلّ مَن في أيديهم؛ إكراماً للرسول عليه السّلام، فكانت من أعظم النساء بركةً وفضلاً على قومها.
  • رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشيّة الأمويّة، وهي أمّ حبيبة، تزوّجها النبيّ -عليه السّلام- وهي في الحبشة، فوكّل بها النجاشيّ وأصدقها أربعمئة دينار، ثمّ ذهبت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو في المدينة، وتوفّيت في زمن خلافة أخيها معاوية.
  • ميمونة بنت الحارث الهلاليّة، تزوّجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سنة سبعٍ مِن الهجرة، على مهرٍ مقداره خمسمئة درهم، وهي آخر امرأةٍ تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

حِكمة تعدّد زوجات النبيّ

هناك العديد من الحكم التي تزوّج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعدّد زوجاته لأجلها؛ منها: حكمةٌ تعليميّة؛ إذْ إنّ النّساء مكلّفات بأحكامٍ وشرائعٍ كما الرجال، وعليهنّ واجبات وأمور يلزمهنّ أن يتعلّمنها، فكان من حكم زواج الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وتعدّده أن توضّح زوجاته وتعلّم نساء المسلمين أمور دينهنّ، خاصّة أنّ هناك أحكاماً مخصوصة على النّساء يخجلن أن يسألن عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ من الحكم أيضاً: حكم تشريعيّة؛ فزواج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بزينب بنت جحش -رضي الله عنها- جاء لتأكيد حكم إبطال التبنّي؛ لأنّ زيداً وهو زوج السيدة زينب في البداية كان ابن الرّسول -عليه السّلام- في الجاهليّة، فجاء زواج النبيّ من زينب لتأكيد تحريم التبنّي في الإسلام.[7]

المراجع

  1. ↑ سورة الأحزاب، آية: 6.
  2. ^ أ ب "الأدب مع أمهات المؤمنين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-10. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الأحزاب، آية: 28-29.
  4. ↑ سورة الأحزاب، آية: 32.
  5. ↑ سورة الأحزاب، آية: 31.
  6. ↑ "زوجات النبي صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-10. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم، وحكمة تعددهن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-10. بتصرّف.
  8. ↑ سورة النور، آية: 11.

المقال السابق: ما أفضل سن لزواج البنت
المقال التالي: كيف تنجح في حياتك

من هن زوجات النبي: رأيكم يهمنا

0.0 / 5

0 تقييم

5
(0)

4
(0)

3
(0)

2
(0)

1
(0)