من هن سيدات نساء الجنة
خير نساء العالمين
تميزت نساء جيل الصحابة بكثير من الميزات والخصائص التي جعلتهن أفضل نساء الأمة بما اتصفن به من الأخلاق والفضائل الحسنة التي أهلتهن ليكونوا من أصحاب الجنة التي لا يدخلها إلا عباد الله المتقين الصادقين، ولا شك بأن نساء جيل الصحابة لم يكنّ على درجةٍ واحدة في التقوى والصلاح، بل تمايزن فيما بينهن، وفضلت بعضهن على بعض، وما كان ذلك التفضيل بسبب العشيرة أو النسب أو المال، بل بسبب المواقف التي كشفت عن معادنهن، وبين النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث النبوي الشريف أنه لم يكمل من نساء العالمين إلا أربع؛ وهن: مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، فتلك النساء الأربع هن خير نساء الأمة والأمم من قبل.
فضائل خير نساء العالمين
فضل السيدة مريم بنت عمران
للسيدة مريم بنت عمران فضل لأنها الصديقة الطاهرة البتول، التي جعلها الله سبحانه وابنها آيةً للعالمين حينما نفخ فيها من روحه، فحملت بعيسى عليه السلام نبي الله في آيةٍ ومعجزة ربانية باهرة، وتحملت لأجل ذلك أقاويل الناس وهمزهم ولمزهم، ولم يزدها ذلك إلا ثباتاً على الحق وإيماناً.
فضل آسيا بنت مزاحم
آسيا بنت مزاحم هي المرأة العظيمة التي نشأت في بيت الفرعون، حيث كانت زوجةً له، وربت موسى عليه السلام حينما ساقته الأقدار إلى قصرها عندما ألقته أمه في اليمّ بناءً على وحي الله وأمره، وحينما بعث موسى عليه السلام بالرسالة آمنت آسيا به وصدقته على الرغم من المخاطر التي كانت تحيق بها من زوجها الفرعون الذي كان يدعي الألوهية والربوبية من دون الله تعالى.
فضل السيدة خديجة رضي الله عنها
السيدة خديجة بنت خويلد هي الزوجة الأولى لنبي الله الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام، والتي وقفت معه في لحظات بعثته الأولى، وآمنت برسالته، ونصرته، وواسته بمالها ونفسها، فكانت خير زوجةٍ له في الدنيا والآخرة.
فضل السيدة فاطمة رضي الله عنها
السيدة فاطمة رضي الله عنها هي ابنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة رضي الله عنها، وهي أم السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة، وكانت منزلة فاطمة من نبي الله كبيرة؛ حيث كان يدنيها، ويقربها، ويخصها بما لا يخص غيرها من النساء، ومن مظاهر تلك الخصوصية أنه أعلمها بسرَّين أخفاهما عن العالمين في لحظاته الأخيرة من الدنيا، حيث أسر لها سراً فضحكت، ثم أسر لها سراً فبكت، فأما السر الذي أضحكها فهو إعلامها بأنها سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء الجنة، وأما الآخر ففيه إعلامها بأنها ستكون أسرع أهله لحوقًا به.