من الذي بنى بيت المقدس
بيت المقدس
يطلق لفظ بيت المقدس على المسجد الأقصى أو على المدينة الّتي يوجد فيها وهي مدينة القدس، وإنّ سبب تسمية بيت المقدس بهذا الاسم يعود إلى مكانته عند الله تعالى وعلو شأنه وتقديسه.
ورد لفظ الأرض المقدسة على لسان موسى عليه السلام عندما طلب من قومه بني إسرائيل أن يدخلوا فلسطين في قوله تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة:21]، فمن الذي بنى بيت المقدس؟ هذا ما سنبينه من خلال هذا المقال.
مراحل بناء بيت المقدس
مرحلة البناء الأولى
بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ أول بيت وضع في الأرض هو المسجد الحرام والكعبة المشرّفة، وقد بني بعده بأربعين سنة المسجد الأقصى أو بيت المقدس، وقد اختلف العلماء والمؤرّخون فيمن تولى بناء المسجد الأقصى في هذه المرحلة، والرّاجح أنّ الله تعالى قد حدّد مكانه كما حدّد مكان المسجد الحرام، وقيل أنّ بناء هذين المسجدين أوّل الأمر تمّ من خلال الملائكة أو من قبل آدم عليه السّلام.
مرحلة البناء الثانية
مرحلة البناء الثانية للمسجد الأقصى كانت على عهد سليمان عليه السلام؛ لوجود الأدلة على ذلك ومنها الحديث الذي صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ونصه: (مَّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثاً حُكْماً يصادفُ حُكْمَهُ وملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألَّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيهِ إلَّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أمَّا اثنتانِ فقد أُعْطيَهُما وأرجو أن يَكونَ قد أُعْطيَ الثَّالثةَ)، وهذه المرحلة هي عبارة عن إقامة قواعد المسجد التي كانت موجودة أول مرة بعد أربعين سنة من بناء المسجد الحرام.
مرحلة البناء الثّالثة
المرحلة الثالثة لبناء المسجد الأقصى تمت عندما فتح المسلمون بيت المقدس أيّام الخليفة الراشد الفاروق رضي الله عنه، وقيل أنّ عمر عندما أتاه كان خراباً ومكاناً للقمامة بسبب تسلط الرومان عليه وما كانوا يحملونه من ضغائن على اليهود، فكان تخريبهم له نكاية بهم، وقد استشار عمر الصحابة في موقع بناء المسجد فهداه الله إلى مكان بنائه، وقد شيده بمواد بسيطة.
مرحلة البناء الرابعة
في عهد الأمويين تمت عمليّة البناء والتشييد الرابعة حيث تم بناؤه من الطين وأخذ شكله الذي ما هو عليه الآن، وقد عنى به المسلمون على امتداد التاريخ.