إنّ زكاة الفطر تُعطى لمن فرضها الله سبحانه وتعالى لهم في الآية القرآنية الكريمة، وتعطى لمن تحقق إسلامهُ ظاهراً، وكلما كانَ الشخص الذي تعطى له زكاة الفطر من الفقراء والمساكين أشدّ تقوى وطاعة لله تعالى فهو الأولى بها من غيره،[1] قالَ الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[2]
الأصل أن تُصرف زكاة الفطر لفقراء البلاد التي يوجد فيها المال،[1]، فعن ابنِ عباس رضيَ الله عنهما قال: (فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ)،[3] ويجوز نقل زكاة الفطر إلى فقراء البلاد الأشد حاجة، ولا يجوز أن يتم استخدامها في المشاريع الخيرية أو في بناء المساجد،[4] كما يجوز نقل زكاة الفطر لأقرباء المزكي الفقراء.[1]
اختلفَ أهل العلم في آخر وقت لإخراج زكاة الفطر وفي الأمر عدة أقوال، وأقواهما قولان وهما:[5]
هذا هو قول مذهب جمهور العلماء من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة، وهو أن آخر وقت لزكاة الفطر الذي يحرم تأخيرها عنه هو وقت غروب شمس يوم عيد الفطر.
هذا هو قول مذهب الظاهرية، والذي اختاره كلّ من ابن تيمية، وابن القيم، والصنعاني، والشوكاني، وابن باز، وابن عثيمين، وهو أنّ آخر وقت لإخراج زكاة الفطر هو صلاة العيد، ويحرُم أن يتم تأخير إخراجها بعدَ وقت صلاة العيد، وإن أخرجها المسلم بعدَ وقت الصلاة فهي تُحسب كصدقة وليسَ كزكاة الفطر.
هناك حكمة من مشروعية زكاة الفطر وهي:[6]