-

من اكتشف مرض السكري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مرض السكري

مرض السكري هو مرض مُزمن يصيب الإنسان نتيجة حدوث اختلال في الاستقلاب، وارتفاع غير طبيعي في مستويات سكر الدم وتركيزه إثر عوز هرمون الإنسولين، أو نتيجة انخفاض حساسية الأنسجة للإنسولين، وتظهر على المريض مضاعفات خطيرة على المدى البعيد؛ وأحياناً يتسبب بالوفاة المبكرة؛ لذلك لا بد من اتباع خطوات محددة لضبط المرض، وتقليل خطر حدوث المضاعفات.

يُصاب مريض السكري باختلالات في تحويل الغذاء إلى طاقة الاستقلاب؛ حيث يتحول الطعام وتحديداً النشويات وتتفكك إلى سكر الغلوكوز، وينقله الدم إلى مختلف أنحاء الجسم؛ فيتطلب الأمر ضرورة مُلحة لوجود الإنسولين للسماح للغلوكوز بالتغلغل بين الخلايا، وفي حال ارتفاع مستويات النشا والسكريات في الطعام فإن البنكرياس يصبح عاجزاً عن إفراز الإنسولين بكميات مناسبة؛ لذلك يُلجأ إلى الاستعانة بإنسولين طبي لتحفيز الجسم على القيام بوظائفه على أكمل وجه.

من اكتشف مرض السكري

أيام الفراعنة

يرجع تاريخ اكتشاف مرض السكري إلى أيام الفراعنة؛ ففي عام 1550ق.م قدّم الطبيب إبرس وصفاً لهذا المرض بأنه بوال غزير وعطش وفقدان وزن؛ فقد أشارت كتب تاريخ الفراعنة بأن إبرس تمكن من تشخيص حالة مجموعة من الأشخاص الذي يشتركون مع بعضهم ببعض الأعراض الخاصة بالمرض؛ ومع حلول عام 1000م جاء ابن سينا ليقدم وصفاً أدق حول المرض وما يشوبه من اختلاطات.

اكتشاف الطبيب الهندي

تشير بعض الروايات إلى أن طبيباً هندياً تمكن من اكتشافه في القرن الخامس قبل الميلاد حينما لاحظ بأن النمل يلاحق بول بعض المرضى الذين تتشابه فيما بينهم بعض الأعراض؛ وأثار اندهاشه ذلك، فاضطر إلى تذوق ذلك البول لمعرفة سبب انجذاب النمل إليه؛ فكان مذاقه حلواً، فتأكد بأن هذه الفئة تعاني من داء غريب تتكدس فيه كميات من السُكر في البول، وعرف حينها بداء البول الحلو؛ لكن لا يُعزى الفضل إلى هذا الطبيب في اكتشافه نظراً لاقتصار استنتاجه على أن السكر ينطر بالبول فقط، أما علمياً فقد أُثبت بعد مضي أربعة وعشرين قرناً من تلك الحادثة.

العالم توماس ويليس

مع حلول القرن الخامس عشر الميلادي، كشف العالم الإنجليزي توماس ويليس مؤكداً بأن بول السكري مذاقه حلواً نظراً لارتفاع نسبة الأملاح فيه، وفي عام 1779م كشف ماثيو دوبسون عن سبب حلاوته بأنه نتيجة السكر، بينما يعود الفضل لشيفرويل بالكشف عن سبب المذاق الحلو هو معايرة الغلوكوز بالبول، أما فيما يتعلق بتسمية المرض بوصف علمي بحت فيعود للعالم سيلسيوس؛ إذ أشار بوصفه إلى أن هناك ارتفاع غير طبيعي في كمية البول.