-

من هو هرقل

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

هرقل

ورد اسم هرقل في التاريخ الإنساني كواحد من أعظم القادة في التاريخ وأكثرهم حنكة وبراعة في السياسة والحكم، وقد كان لقب الهرقل يطلق على سلالة من الملوك الذين حكموا الإمبراطورية البيزنطية في فترة من الفترات، ولعل أشهر من سمي بهذا الاسم الإمبراطور الذي حكم في الفترة منذ سنة ستمائة وثمانية للميلاد، حيث تزامن ظهوره مع مسيرة الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية، فمن هو هرقل العظيم ؟ وما هي أبرز إنجازاته ؟ وما هي قصته مع الإسلام ؟

نشأة هرقل ومولده

ولد أفلافيوس أغسطس هرقل في سنة 575 للميلاد، وقد كان أبوه هرقل الأكبر أول من أسس السلالة الهيرقلية، حيث كان له نفوذ وسلطان عند الإمبراطور البيزنطي موريوس الذي عينه نائباً له على مملكته في شمال إفريقيا، وقضى الهرقل الابن معظم حياته قبل أن ينتقل لاحقاً إلى قلب الإمبراطورية ليكون إمبراطورها الجديد الذي يعيد إليها المجد بعد الانكسار.

إنجازات هرقل

وصل هرقل إلى السلطة في بدايات القرن السادس للميلاد، حيث كانت المواجهات والمعارك على أشدها بين الدولة البيزنطية والدولة الفارسية الساسانية، وبعد أن هزم الروم من قبل الفرس، جاء هرقل ليعرض على الفرس هدنة يقومون بموجبها بدفع جزية كبيرة لدولة الفرس مقابل وضع القتال، وفي هذه الفترة عمل هرقل على إعادة تنظيم الجيش وتعبئة الناس.

كما نظم موارد الإمبراطورية لتعود إليها قوتها من جديد، حيث هاجم هرقل بجيشه الفرس في الشام فاسترد معظم أراضيها، كما تمكن من الوصول بجيشه إلى تبريز عاصمة الساسانيين وهزيمتهم في عقر دارهم، وقد كانت هزيمة الفرس وانتصار الروم في سنة 629 ميلادي، حيث فرح المسلمون بهذا النصر؛ لأن الروم هم أهل كتاب، بينما الفرس هم مجوس كفار.

هرقل ودعوة الإسلام

بعد تمكن الدعوة الإسلامية حرص النبي عليه الصلاة والسلام على بعث الرسائل إلى كسرى وهرقل وغيرهم ليعرض عليهم الإسلام، وقد بعث برسالة إلى هرقل يطلب فيه منها أن يسلم حتى يسلم، ويأتيه الله أجره مرتين، وعندما وصل كتاب رسول الله إلى هرقل قرأه وهو مقيم في بيت المقدس، وقد كان عنده أبو سفيان بن حرب حيث طلبه هرقل ليسأله عن النبي الذي بعث فيهم.

تشير الروايات التاريخية إلى أن هرقل كاد أن يسلم ويؤمن بدعوة الإسلام لولا خوفه من قساوسته، ومن حوله الذين كانوا يكرهون العرب كرهاً شديداً، وقد توفي هرقل في سنة 641 ميلادي بعد أن شهد هزيمة الروم في اليرموك ورحيلهم عنها سنة 636 ميلادي .