ابن سينا هو أبو علي بن الحسين بن علي بن سينا ، ولد في شهر صفر في عام ثلاثمائة وسبعين هجرياً أي بتاريخ تسعمائة وثمانين ميلادياً، ويرجع أصل هذا العالم الكبير الجليل إلى الفارسية، حيث ولد في قرية أفنشة من أعمال بخاري في ربوع الدولة السامنية. وهو عالم الفلسفة والأدب والقرآن وعلم الحديث الشريف، وهو من العلماء الذين لهم بصمة تاريخية في حياتهم العلمية والعملية وفي تفسير القرآن وعلم الحساب والجبر وعلم الطب البديل، ويعد اسمه رمزاً للعلم والمعرفة في كل أقسام العلوم ومنها أيضاً علوم الهندسة والعلوم العسكرية والفقه الإسلامي وغيرها الكثير.
نشأ ابن سينا في مناطق فارس وكانت أمه متوفية، إلا أن أبوه وأخوه كانوا مسؤولين عنه، وقد تعلم الكثير من العلوم في سنّ مبكرة جداً، وكان من المفكرين، إذ إنّه كان يلقي آرائه بشكل صريح، وكان يمتاز بالفطنة والذكاء الخارق الذي لا يمثّله أي عالم حتى علمائنا في الوقت الحالي، ولم يكن له منازع أو نظير، وكان سيد مجالس أهل فارس لحنكته وتمثيل آرائه بشكل دقيق وواسع النطاق، فكان ابن سينا من متعلمين الطب بسن صغير جداً في عمر لا يناهز العشرة أعوام، وكان يتميز بصفات مؤهلة إلى أن يكون عالم، وتعلّم الأدب والفقه في سنّ الثانية عشر وعلم الفقه والفلسفة في الثالثة عشر من عمره، وفي سن السادسة عشر كان على علم ودراية كافية وواسعة في علم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، إذ أنه حفظ تفاصيل أحاديث النبي بشكل كبير جداً، واجتهد في تفسير القرآن الكريم بشكل واضح، وأيضاً قام بترجمة القرآن إلى اللغة الفارسية لجعل المسلمين من غير العرب يتمكّنوا من حفظه وفهمه بشكل واسع النطاق.
إنجازات ذلك العالم لها أهمية شديدة في ماضينا وحاضرنا، إذ إنّ تلك الإنجازات نستعملها في وقتنا الراهن بشكل كبير جداً، وتعدّ إنجازاته في الطب بشكل خاص علم لا يقدر بثمن.