-

من هو لوط

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نبي الله لوط

هو نبي الله لوط بن هارون بن تارح، وابن أخ إبراهيم عليهم السلام، حيث يعتبر من الشخصيّات رفيعة المقام على المستويين: الديني، والإنساني، فجميع أتباع الديانات السماوية يعرفون هذه الشخصية العظيمة، إذ يمتاز هذا النبي الكريم بكونه واحداً من أبرِّ عباد الله، وأكثرهم إخلاصاً، وأعلاهم مقاماً في الدنيا، والآخرة.

كما أنه من الأنبياء العظام في الديانة الإسلامية، بحسب ما جاء به القرآن الكريم، وقد عانى هذا النبي الكريم كثيراً مع قومه الذين انحرفوا عن الفطرة السليمة، وأبوا إلا السقوط في أرذل الرذائل وأسوئها.

لوط في القرآن الكريم

وردت قصة نبي الله لوط عليه السلام في أكثر من موضع في كتاب الله، وقد جاءت هذه القصة كغيرها من قصص القرآن الكريم؛ عظةً لأتباع الرسالة المُحمَّدية، وبياناً للطريقة التي سيتعامل بها الله تعالى مع من تأصَّلت الانحرافات في نفوسهم الكريهة، وتأكيداً على أنّ الدنيا لن تخلو من الصالحين الذين لا يرضون أن تنتهك حرمات الله، والذين يسعون في الأرض إصلاحاً، وإعماراً، حتى لو كانوا قِلَّة، وحتى لو وقفت الدنيا كلها ضِدَّهم.

مُختصَر قصة لوط عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم، أنّ لوطاً آمن بعمِّه نبي الله إبراهيم عليه السلام، ولازمه إلى أن أرسله الله تعالى إلى قوم مجرمين، كي يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، والسير على نهجه القويم الذي ارتضاه لعباده، والابتعاد عن الانحرافات الخُلُقية، وعن الشذوذ الجنسي الذي كانوا قد اشتهروا به.

رفض قوم لوط الامتثال لأوامر الله تعالى، والأخذ بنصائح نبيهم الكريم عليه السلام، فكانوا يستهزئون به، ويستخفون بكلامه، ويَصُدُّون عنه صدوداً، إلى أن أرسل الله تعالى ثلاثة من الملائكة الكرام بهيئة غلمان، فدخلوا بيت النبي الكريم، ولحقهم القوم الذين أرادوا أن يحققوا مقصدهم الخبيث، عندها أخبر الملائكة الكرام النبي لوط بحقيقة أمرهم، وبأنَّهم ما جاؤوا إلا لتنفيذ أمر الله تعالى في هؤلاء المجرمين، وبأن عليه أن يخرج وأهله من القرية، دون أن ينظروا خلفهم، وإلا أصابهم ما سيصيب القوم، فامتثل لوط لما جاءه، وخرج من الأرض، وهلك أهل القرية، ومعهم امرأته.

إنَّ ما أورده كتاب الله تعالى عن لوط عليه السلام، وقومه كفيل تماماً بإحداث تغيير جذري في حياة الإنسان، وهو دعوة قرآنيّة صريحة لكل الناس حتى يعيدوا حساباتهم، ويبتعدوا عن الكبر، والعناد، والمجاهرة بالمعاصي، وتحدِّي الله جهرة، والاستهزاء بالصالحين المصلحين، أو التقليل من شأنهم.