-

من هو مؤلف أوبرا الهولندي الطائر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أوبرا الهولندي الطائر

أوبرا الهولندي الطائر هي أوبرا ألّفَتْ عام ألفٍ وثمانمئةٍ وواحدٍ وأربعين، وهي من تأليفِ المؤلف الموسيقيّ والكاتب المسرحيّ الألماني ريتشارد فاغنر. تتألّف أوبرا الهولندي الطائر من ثلاثةِ فصول، وقُدمت للمرّة الأولى في مدينة درسدرن سنةَ ألفٍ وثمانمئةٍ وثلاثٍ وأربعين.

ريتشارد فاغنر مؤلّف أوبرا الهولندي الطائر

فاغنر مؤلفٌ موسيقيّ وكاتب مسرحيّ، ولد في مدينة لايبزيغ في ألمانيا عام ألفٍ وثمانمئةٍ وثلاثة عشر، أي في العامِ نفسِه الذي وقعت فيه معركة الأمم بين جيوش الحلفاء: النمسا، والسويد، وروسيا، وبروسيا، وبين جيوش نابليون.

كان فاغنر في طفولتِه عنيداً جداً، ولم يبْدِ أيّ نوع من الاهتمام بالموسيقا، ومن أول الأعمال الموسيقيّة التي أنجزها هي ملحمةٌ استوحاها من موت صديقه. عمل فاغنر كمعلمٍ على الجوقة الموسيقيّة في الكنيسة الملحقة بالبلاط الأميريّ في مدينة درسدن عاصمة سكسونيا، وفي ذلك الوقت اعتنق الأفكار الثوريّة لتحلّ عليه بعدها نقمة أولياء نعمته، الأمر الذي اضطرّه إلى الهرب باتجاه سويسرا والاستقرار فيها لعدّة أعوام، في وقتٍ لاحق اقترن فاغنر بابنتِه كوسيما.

تلقّى فاغنر الدعم من حاكم مملكة بافاريا لودفيغ الثاني، في الفترة التي قضاها لإنجاز الأعمال الأوبراليّة الكبيرة، فكان يمدّه بما يكفيه من الأموال لسداد ديونِه وليعيشَ حياةً مترفة، وساعده الموسيقار المجري فرانز ليست في إقامة حفلاته الموسيقيّة أيضاً.

تجنّب فاغنر في أعماله الاقتراب من الأوبرا الإيطاليّة التي اتسمت بأسلوبِها التاريخيّ، حيثُ كانت تعالجُ المواضيعَ التاريخيّة، وكانت تشتهر الأوبرا الإيطاليّة بالتأنّق الصوتيّ الذي تجنّبه فاغنر؛ في محاولةٍ منه لإعطاء الدور الأوّل للأداء الأوركستراليّ، وكان من أنصار المسرح الأسطوريّ، وقد اقتبس جلّ أعماله من الأساطير الجرمانيّة القديمة.

تمكّن فاغنر من الجمع بين الموسيقا والنصّ، والتوفيق بين الآلات الموسيقيّة والأصوات، وقد كانت له طريقته في تكرار الفكرة الرئيسيّة من خلال مشاهد مختلفة، ومكّنه ذلك من المحافظة على الوحدة الموضوعيّة. يعتبرُ ريتشارد فاغنر رائدَ النزعة الرومانسيّة في الموسيقا الألمانيّة.

قصّة أوبرا الهولندي الطائر

استمدّ فاغنر قصة أوبرا الهولندي الطائر عن الأسطورة الخرافيّة "هايني"، التي يتناقلُ البحارة سيرتَها باستمرار، وتتحدّث هذه الأسطورة عن قبطانٍ هولنديّ واجه عواصف عنيفة أخذت تتقاذف سفينته أثناء محاولته الدورانَ حول منطقة الرجاء الصالح، في تلك الأثناء اجتاحه غضبٌ عارم أقسم في غمرة هذا الغضب بيمين الأبالسة بأنْ يكمل دورته تلك لو اقتضى الأمر بأن يبقى دهوراً وهو يحاولُ الدوران.

في القرونِ التي تلت تلك الحادثة ظهر طيف سفينته على سطح البحار، وكان يتولّى قيادة دفّتها بحارةٌ من الشياطين يبثّون الرعب في قلوب الملاحين في كلّ مكان. خلال رحلة فاغنر التي انطلقت من نيوفنلاند على متن سفينة برفقة زوجته وكلبه الكبير، كان الملّاحون طوال فترة تلك الرحلة لا يكفّون عن التحدّث عن أسطورة "الهولندي الطائر" الذي حكم عليه أن يقضي عمره يجوب البحار؛ بسبب الخطايا التي ارتكبها خلال فترة هبوب العواصف التي كادت أن تغرق سفينته.

استهوت فاغنر تلك الرواية للأسطورة، فقرر إخراجَها في إحدى أعماله الأوبراليّة، فأوكل أعباء تشكيل المناظر لهذه الأوبرا إلى مهندس المناظر الذي كان عليه تصوير منظر إدخال لسفينتين في الماء، إحداهما في صورة شبح تظهر من الشاطئ، أمّا الإخراج فقد اتبع فيه أفكاراً قديمةً كان ينادي بها أصحاب جماعة فلورنسا، والتي تنادي بألّا تكون للموسيقا أهميّةٌ أعظم من أهميّة الدراما، ومن هنا لزمه معالجة النصوص المسرحيّة مع الموسيقا بالأهميّة نفسها، ولهذا فإنّه كان يقوم بكتابة الكلمات والقصّة والموسيقا، حتى أنّه كان يصمّم المناظر والملابس فيها.