-

من هو فاتح بلاد الشام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

بلاد الشام

ظلت بلاد الشام محط أنظار المسلمين منذ أن بشر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح بفتحها، فهي الأرض المباركة التي سيطر عليها الروم منذ أمدٍ بعيد، وسقوا أهلها المذلة والهوان لعقودٍ طويلة حتى جاء الفتح الإسلامي، الذي أخرجها من ربقة المحتل وقيده إلى فسحة الإسلام وعدالته.

أولى المواجهات العسكرية بين المسلمين والروم

بدأت المسلمون ومنذ عهدٍ قريب بالتفكير في فتح بلاد الشام، وقد كانت معركة مؤتة أولى تلك المحاولات التي أراد بها المسلمون اختبار قوة الروم، وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وتولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة، عقدت أول سرية بقيادة خالد بن سعيد بن العاص لمواجهة الروم في الشام.

الحملات العسكرية لفتح الشام

شكل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه خمسة ألوية من أجل فتح بلاد الشام، حيث أسند قيادة الجيش الأول إلى يزيد بن أبي سفيان وأمره بالتوجه إلى دمشق والجابية، والجيش الثاني بقيادة شرحبيل بن حسنة وأمر بالتوجه إلى حوران، والجيش الثالث الذي كان تحت قيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح وتوجه إلى حمص، والجيش الرابع الذي كان تحت قيادة عمرو بن العاص وأمره بالتوجه إلى فلسطين، والجيش الخامس الذي شكل كجيش احتياط وكان تحت إمرة عكرمة بن أبي جهل.

معركة أجنادين

بدأت معارك فتوح بلاد الشام حينما توجهت جيوش الفتح إليها ورابطت في مواضع معينة فيها، وعندما علم هرقل الروم بحشود المسلمين أمر جيشه بالانسحاب من المدن تكتيكياً والتمركز في منطقتين رئيسيتين، هما: فلسطين وأنطاكية، وقد قابل المسلمون هذا الفعل بتوحيد ألوية جيوشهم الأربعة، حيث حدثت أول مواجهة عسكرية كبرى بين المسلمين والروم في معركة أجنادين سنة 13 للهجرة، حيث انتصر فيها المسلمون.

معركة اليرموك

بعد معركة أجنادين واستكمالاً لمسيرة الفتوحات الإسلامية طلب الصديق رضي الله عنه من خالد بن الوليد أن يتوجه بنصف جيشه المتمركز في العراق إلى الشام لدعم جيوش المسلمين هناك، بعد أن قام رضي الله عنه بفتح العراق وتثبيت أقدام المسلمين فيها، وفي طريقه إلى الشام اصطلح مع عددٍ من المدن وحارب أخرى حتى وصل إلى حوران حيث تنتظره جيوش المسلمين في الشام، وقد فوض أمراء الجيوش خالد ليكون قائد المعركة المصيرية التي ستكون بين الروم والمسلمين، حيث أسفرت المواجهة في اليرموك عن تحقيق نصر عظيم مهد لفتح جميع بلاد الشام، وبحلول العام التاسع عشر للهجرة أصبحت الشام كلها بيد المسلمين.

فاتح بلاد الشام

على ذلك يعود الفضل في فتح بلاد الشام إلى العديد من الصحابة الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الشام، وقد كان على رأسهم: خالد بن الوليد، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين.