اختلف المفسرون في أول شخص تحدّث باللغة العربيّة، حيث ذكر ذلك في تفسير القرطبيّ، وروي عن كعب الأحبار ما يلي:[1]
يعلم آدم عليه السلام جميع اللغات، والمقصود بذلك أنَّه يعلم أصول اللغات وليس اللهجات، وخير دليل على ذلك ما جاء في كتاب الله تعالى: ((وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ))[3]،[4] وعليه جاءت الأقوال بأنَّ آدم عليه السلام أول من تكلّم سائر اللغات، والشاهد على ذلك القرآن الكريم، وهذا باعتبار أنَّ جميع اللّغات أسماء، ويحتمل أن يكون المُراد بأولَ مَن تكلّم العربيّة من ولد إبراهيم عليه السلام، وإسماعيل عليه السلام، وهذا يكون صحيح إذا أُريد الإجابة على أول من تكلّم من قبيلته بالعربيّة، وكذلك فإنَّ جبريل هو أول الملائكة الذين تكلّموا باللغة العربيّة، وألقاها على لسان نوح بعدما علَّمها الله لآدم، أو جبريل على ما تقدَّم.[1]
تُعتبر اللغة العربيّة أقدم اللغات التي لا تزال تتمتع بخصائص مميزة، سواء أكانت هذه الخصائص في ألفاظها، أو تراكيبها، أو صرفها، أو نحوها، أو أدبها، أو خيالها، هذا فضلاً عن قدرتها في التعبير عن مدارك العلم المختلفة، وتُعدُّ هذه اللغة أماً لمجموعة من اللغات التي تُدعى باللغات الأعرابيّة، وهي التي نشأت في شبه الجزيرة العربيّة، أو العربيات، والمتمثلة بالحميرية، والبابلية، والآرامية، والعبرية، والحبشية، وصنّفها علماء اللغة الحديثون تحت سلالة اللغة الساميّة.[5]