مرّت المملكة العربية السعودية قبل تأسيسها الحقيقي بثلاث فترات تاريخية بقيادة آل سعود، وهي: الدولة السعودية الأولى (1745- 1818)، والدولة السعودية الثانية (1822- 1891)، والدولة السعودية الثالثة (1902- إلى وقتنا الحالي) والتي أسسها الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1932م، وأصبحت تُعرف باسم المملكة العربية السعودية، ونظام الحكم فيها أسري، والسلطة وراثية يتناقلها أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.[1]
وُلد الملك عبد العزيز آل سعود في مدينة الرياض عام 1876م والموافق 1293 للهجرة، وكان والده الإمام عبد الرحمن الابن الأصغر للإمام فيصل بن تركي، وينحدر نسبهم إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة، فهو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي.[2][3]
نشأ الملك عبد العزيز آل سعود وترعرع في أحضان والده الإمام عبد الرحمن، وقد بدأ منذ صغره بتعلم أساسيات الكتابة والقراءة، وكان ذلك على يد الشيخ القاضي عبدالله الخرجي أحد علماء الرياض، كما تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره بمساعدة الشيخ محمد بن مصيبيح، وتطرّق الملك عبد العزيز منذ صغره إلى أصول الفقه والتوحيد، بالإضافة إلى اكتسابه المعارف الثقافية والعلوم العصرية عن طريق المذاكرة، والمتابعة، والاحتكاك بالآخرين. وقد عُرف الملك عبد العزيز بتفوقه على أقرانه، وبحكمته وحنكته في معالجة الأمور المختلفة، واكتسب قيم الشجاعة وتحمُّل المسؤولية، وتطور فكره وأداؤه السياسي نتيجة سفره وتنقله في مناطق البادية مع والده الإمام عبد الرحمن ومجالسته للشيوخ والحكام ورجال الدولة في الكويت، وكان يحب سماع القصص البطولية وأحداث المعارك ومعرفة تاريخ وطنه وأجداده،[3] كما تمثلت في الملك الخصال العربية الأصيلة، فكان كريماً وواسع الصدر ومتمسكاً بتعاليم دينه.[2]
عمل الملك عبد العزيز آل سعود منذ توليه الحكم على تطوير البلاد من جميع المناحي، وقام بالعديد من الإنجازات التي نهضت بالمملكة وطوّرتها، ونذكر فيما يأتي أهم هذه الإنجازات:[3]