-

من هو سيد الشهداء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حمزة بن عبد المطلب سيّد الشهداء

إنّ الشهادة في الإسلام من أعظم الأعمال التي يُقدمها المؤمن لنصرة دينه والدفاع عن أرضه، لذلك كرم الله تعالى الشهيد وجعل له مرتبة خاصة في جنات الخلد، ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يتسابقون في مواجهة وقتال أعداء الإسلام لنيل النصر أو الشهادة، وكان أحدهم حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم المُلقّب بسيّد الشهداء.

النسب والصفات الشخصية

حمزة بن عبد المطلب القرشي الهاشمي عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه في الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب فأرضعت حمزة ومن ثم الرسول محمد فكان فرق السن بينهما عامين فقط، وشقيقة حمزة هي صفية بنت عبد المطلب.

وقد تربّى حمزة في كنف والده الذي كان سيد قريش فعلمه القيم العربيّة الأصيلة، لذلك اتّصف حمزة بالشجاعة والقوة والكرم والتسامح والمهارة في القتال، حيث إنّه تعلم استخدام السلاح في حرب الفجار التي وقعت بين قبيلة كنانة القريشيّة وقبيلة قيس علان.

إسلام حمزة بن عبد المطلب

أسلم حمزة بن عبد المطلب في السنة الثانية من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامه أمراً غريباً بالنسبة لقريش، فلم يتوقّع أحد ذلك، وبعدها بثلاثة أيام أسلم بعده الصحابي الجليل عمر بن الخطاب لتُصبح الدعوة الإسلامية بهما أقوى، وقد نزل قول الله تعالى بهما، فقال عز وجل: " إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".

شجاعة حمزة في غزوات الإسلام

شهد حمزة الغزوة الأولى مع المسلمين وهي غزوة بدر والتي قاتل بها حمزة بشجاعة كبيرة، فهو من بدأ بقتل الأعداء كما أنّه استخدم سيفين أثناء المعركة، وكان عدد قتلى الكُفار على يد سيد الشهداء يزيد عن العشرة أحدهم عتبة بن ربيعة.

وبعد غزوة بدر شهد حمزة غزوة أُحد التي أبلى فيها بلاءً حسناً وغير مسبوق، فقتل واحداً وثلاثين من الكفار، ولكنه استشهد في المعركة على يد الوحشي الذي استأجرته هند بنت عتبة لتأخذ بثأرها من حمزة بسبب قتله لوالدها في غزوة بدر، ولم يكتفِ الوحشي بقتله بل مثّل بجسده وفتح بطنه وأخذ الكبد ليُقدّمه لهند، وكان استشهاد سيد الشهداء في السابع من شهر شوال في السنة الثالثة للهجرة.

حزن الرسول الكريم على موت حمزة بن عبد المُطلب

بعد انتهاء غزوة أُحد ذهب الرسول عليه الصلاة والسلام يبحث عن حمزة ليجده في بطن الوادي بجسد مُمثل به، فحزن الرسول حُزناً شديداً وبكى على عمه، وفي بداية الأمر أراد أن لا ترى أخته صفيّة ما حل بأخيها لكنّها أصرت ورأت أخاها.