-

من هو صاحب سر الرسول صلى الله عليه وسلم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صاحب سرّ النبي صلى الله عليه وسلم

أدرك النبي عليه الصلاة والسلام خطورة المنافقين على الدعوة الإسلاميّة، وعلى الرغم من أنّه كان يعلم بوحيٍ من الله تعالى له أسماءهم وأعيانهم إلّا أنّه لم يفضحهم على الملأ على الرغم من أفعالهم ومكائدهم ضدّ الإسلام، ولم يقاتلهم؛ حتّى لا يقال أنّ محمداً يقتل أصحابه، بل اكتفى عليه الصلاة والسلام أن يستودع أحد الصحابة الكرام أسماء هؤلاء المنافقين، فمن هو هذا الصحابي الجليل الذي لقب بصاحب السرّ؟ وماهي أبرز مواقفه ؟

حذيفة بن اليمان

ولد الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه في مكة المكرمة، وأبوه اسمه حسل أو حسيل بن جابر العبسيّ الغطفانيّ الذي فرّ إلى يثرب من مكة حينما اتهم بقتل رجلٍ فيها، وفي يثرب حالف حسيل بني عبد الأشهل فسمي باليمان، وقد تزوج منهم الرباب بنت كعب الأشهلية التي أنجبت له حذيفة رضي الله عنه.

كان والد حذيفة رضي الله عنه من الذين بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام في بيعة العقبة، إلّا أنّ حذيفة رضي الله عنه لم يسلم إلّا عندما وصل النبي الكريم مهاجراً إلى المدينة المنورة.

جهاد حذيفة بن اليمان

شارك حذيفة رضي الله عنه في كثيرٍ من المعارك الإسلاميّة، وقد كانت غزوة أحد أولى تلك المشاهد التي أبلى فيها بلاءً حسناً، وفي أحد سجل التاريخ لحذيفة موقفاً إيمانيّاً عجيباً حينما رأى والده يُقتل بالخطأ على يد رجلٍ مسلم ٍمن جيش المسلمين، وعلى الرغم من ذلك لم يزد حذيفة على أن يقول لقاتله سوى: (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)، وبعد انتهاء المعركة أمر النبي عليه الصلاة والسلام بدفع دية والد حذيفة، حيث استلمها رضي الله عنه، ووزعها على فقراء المسلمين.

شارك رضي الله عنه في معارك فتح العراق والشام، وفي معركة نهاوند كلفه الفاروق رضي الله عنه بدعم جيش المسلمين، وأوكل إليه تسلم راية الجيش إذا استشهد قائد الجيش النعمان بن مقرن، وحينما أخذ حذيفة الراية صاح بالمسلمين محفّزاً لهم على القتال من أجل النصر أو الشهادة ممّا كان له الأثر الأكبر في هزيمة الفرس واندحارهم.

حذيفة بن اليمان في عهد الفاروق

في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه كان حذيفة بن اليمان من المقربين إلى الخليفة ومن المستشارين الأجلاء، فقد أدرك الفاروق فضل حذيفة عندما استودعه النبيّ أسماء المنافقين، وحينما كان الفاروق رضي الله عنه يهمّ بالصلاة على أحدٍ من المسلمين ينظر في صفوف المصلين يبحث عنه، فكان إذا افتقده علم أنّ الميت من المنافقين الذين ذكرهم النبي الكريم فيقول للناس: صلوا على صاحبكم.