تقعُ ألمانيا شمال أوروبا الوُسطى، وعاصمتها هي مدينة برلين، وهي واحدة من أكبر الدُّوَل الأوروبيّة، كما أنّها دولة ذات طبيعة خلّابة تتميَّز بالجبال الشاهقة، والسهول الرمليّة، إضافة إلى أنّ أرضها خَصبة ومناسبة للزراعة، ويُوجَد فيها نهر الراين الذي يتدفَّق شمالاً من سويسرا، وعلى طول ضِفَّتيه تُوجَد العديد من القلاع، والكنائس، والقُرى الخلّابة، بالإضافة إلى الأسواق ومراكز التعلُّم والثقافة، كما تُوجَد فيها جامعة هايدلبرغ، التي تُعتبَر من أقدم الجامعات في أوروبا، حيث تأسَّست عام 1386م، وتَستقطِب ألمانيا الملايين من الزوّار في كلّ عام؛ وذلك بسبب طبيعتها الخلّابة، وتاريخها، وثقافتها، ومأكولاتها.[1]
تتشكَّل ألمانيا من نظامٍ حاكم يتكوَّن من عِدّة شعوب ناطقة باللغة الألمانيّة، حيث جَمَعها رئيس الوزراء أوتو فون بسمارك؛ ليُشكِّلَ ما يُدعَى بالرايخ الثاني، حيث بَسَط قُوّته، ونفوذه الكبير والواسع على العديد من أجزاء أوروبا، إلّا أنّ هذه القُوّة تفكَّكَت بعد الحرب العالميّة الأولى، ومن بَعدها عانت من الكساد الاقتصاديّ، والبطالة، والصراعات السياسيّة، الأمر الذي أدّى إلى سقوط جمهوريّة فايمار، ومن ثمّ هيمنة الحِزب النازيّ بقيادة هتلر الذي حصل على السُّلطة في عام 1933م، وأسَّس الرايخ الثالث، وبدأ بشَنّ حروب صليبيّة، هدفُها غزو أوروبا وتدميرها، وإبادة اليهود، والغَجَر، والمثليِّين جنسيّاً.[1]
يُعرَف رئيس ألمانيا الحاليّ باسم فرانك فالتر شتاينماير (بالإنجليزيّة: Frank Walter Steinmeier)، وقد وُلِد في 5 كانون الثاني/يناير من عام 1956م، في منطقة دتمولد في ألمانيا الغربيّة، وشَغَل عِدّة مناصب، منها: منصب نائب المُستَشار، ووزير الخارجيّة، وفي عام 2017م، انتُخِب رئيساً لألمانيا، ومن الجدير بالذِّكر أنّ شتاينماير نشأ في أسرة بسيطة؛ فكان أبوه نجّاراً وعاملاً في مصنع، دَرَس شتاينماير في مدرسة ثانويّة في مدينة بلومبرغ، وبعد إنهاء دراسته فيها عام 1974م، انضمَّ إلى الحِزب الديمقراطيّ الاشتراكيّ، كما دَرَس القانون في جامعة غيسن، حيث حصل على شهادة في القانون والسياسة في عام 1980م، إلّا أنّه غادر الأوساط الأكاديميّة، واتّجه إلى السياسة بعد عام 1991م بقليل، أثناء عمله على رسالة الدكتوراه.[2]
أمّا أوّل منصب شَغَله بعد اتِّجاهه نحو السياسة، هو منصب في قانون الإعلام وقِسم السياسة، وذلك في مُستشاريّة ولاية ساكسونيا السُّفلى، ليتقدَّمَ بعد ذلك ويُصبِح رئيساً لمكتب رئيس الوزراء السابق غيرهارد شرودر، وذلك عام 1993م، وفي عام 1998م، تولَّى شرودر منصب مُستشار فدراليّ، وبعد أن انسحب رئيس المُستشارِين، أخذ شتاينماير مكانه؛ ليكسبَ ثِقة شرودر، حيث عُيِّن في الدوائر السياسيّة، والدبلوماسيّة، وأصبح نائب المُستشار عام 2007م، وفي العام نفسه أيضاً، شَغَل منصب رئيس المجلس الأوروبيّ.[2]
وقد كان لشتاينماير شعبيّة كبيرة، إلّا أنّ العديد من الانتقادات وُجِّهت له، مثل انتهاك حقوق الإنسان؛ الأمر الذي أدّى إلى شكوك بعض الناس في قدرته على إعادة تجديد الحِزب الديمقراطيّ الاجتماعيّ، وعلى الرغم من ذلك، فقد تمّ اختياره في عام 2009م كرئيس للحِزب، وبعد فَوْز الحزب بمقاعد في البرلمان في عام 2010م، تنازَلَ عن منصبه هذا؛ وذلك بسبب ظروف زوجته الصحّية، ورغبته في التبرُّع لها بكِلْيَته، وبعد نجاح العمليّة عاد إلى مُمارَسة السياسة، حيث أصبح وزيراً للخارجيّة، وفي فبراير عام 2017م، انتُخِب بأغلبيّة ساحقة، فتولَّى منصبه كرئيس، وذلك بعد أن أعلنَ يواخيم غاوك الذي كان رئيساً لألمانيا في يونيو عام 2016م، أنّه لن يترشَّحَ لفترة ثانية.[2]
ومن أبرز رؤساء دولة ألمانيا:[3]
ومن الرؤساء الآخرين الذين حَكَموا ألمانيا:[3]
حَصلت ألمانيا على استقلالها في 23 أيار/مايو عام 1949م، بعد أن كانت مُحتلَّة من قبل قُوى الحُلَفاء، ونتيجةً لهذا الاستقلال، شُكِّلت جمهوريّة ألمانيا الاتّحادية أو ألمانيا الغربيّة، كما أُعلِنَ استقلالٌ آخر في 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 1949م، ونتجَ عنه تشكيل جمهوريّة ألمانيا الديمقراطيّة أو ألمانيا الشرقيّة، وتمّ دَمْج ألمانيا الشرقيّة والغربيّة لتُصبِحا ألمانيا مُوحَّدة، وجمهوريّة برلمانيّة ديمقراطيّة، وفدراليّة، لها دستورها الخاصّ الذي ينادي بالحريّة الفرديّة، ويُؤكِّد عليها.[4]
ويتمّ انتخاب رئيس الدولة لفترة ولاية واحدة، كما أنّه يكون مُؤهَّلاً لفترة ولاية ثانية مدّتُها خمس سنوات، وانتخاب الرئيس يتمّ من قِبَل المُؤتمَر الاتّحادي، والذي يتألَّف من أعضاء البرلمان الاتّحادي، وأعضاء آخرين يتمّ ترشيحهم من قِبَل برلمان الولايات، والبرلمان في ألمانيا يتكوَّن من المجلس الاتّحادي والنظام الفدراليّ، وهو الذي يُشكِّل الفرع التشريعيّ للحكومة، أمّا الجانب القضائيّ، فيكون من خلال أعلى محكمة في البلاد، وهي مَحكَمة العَدْل الفدراليّة، وتتكوّن من الرئيس، ونائبه، والقُضاة، ويَخدِمُ القُضاة لمدّة 12عاماً، ويتمّ انتخابُهم من قِبَل مجلس النواب، ومجلس الشيوخ.[4]