-

من هو ثاني الخلفاء الراشدين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الخلفاء الراشدون

كان أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، فبعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- اجتمع الأنصار -رضي الله عنهم- في سقيفة بني ساعدة؛ ليبايعوا سعد بن عبادة للخلافة، ولكن بعد دخول أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، إلى السقيفة تغيّرت مجريات الأمور، وتمت البيعة من المهاجرين والأنصار لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثمّ بايعه الناس، فكان خير قائدٍ للأمّة، حيث خاض حروب الردة، ولقّن المرتدين درساً قاسياً، وأنفذ جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه، وحارب الفرس والروم، وفي العام الثالث عشر للهجرة، شعر أبو بكر الصديق باقتراب الأجل، فاستخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد أن شاور الصحابة، ثمّ بايعه عامّة الناس للخلافة، فضرب أروع الأمثلة بحُسن الإدارة، والعدل، والجهاد في سبيل الله تعالى، وأكمل ما بدأ به الصّديق رضي الله عنه من فتوحاتٍ، ففتح المدائن، وأنهى الدولة الفارسية، ووصلت الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام إلى القدس، ودمشق، وغيرها من المدن، وبقيت الدولة الإسلامية في عهده في تصاعدٍ مستمرٍ إلى أن قُتل في العام الثالث والعشرين للهجرة، حيث طعنه أبو لؤلؤة بخنجرٍ مسمومٍ في صلاة الفجر، فبايع الصحابة -رضي الله عنهم- عثمان بن عفان، ليكون ثالث الخلفاء الراشدين، وكان من إنجازاته أن فتح العديد من البلدان، وزادت رقعة الدولة الإسلامية في عصره، بالإضافة إلى جمعه القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ، وبقي خليفةً للمسلمين إلى أن استشهد على إثر الفتنة التي وقعت، فخلفة عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي كان رابع الخلفاء الراشدين.[1]

ثاني الخلفاء الراشدين

نسب ثاني الخلفاء الراشدين ونشأته وإسلامه

هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزَاح بن عديّ، وُلد في مكة المكرمة، واشتهر والده الخطّاب بالقوة والشدة، حيث كان فارساً من فرسان العرب، وقاد بني عدي في العديد من المعارك والحروب، ومنها حرب الفجار، وكان للخطّاب الكثير من الأبناء، ولكن عمر بن الخطاب من بين إخوته حظي بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام، فتعلّم الكتابة، والقراءة في صغره، على الرغم من ندرة من يجيدها في عصره، بالإضافة إلى تعلّمه الفروسية والرمي، وركوب الخيل، والمصارعة، وعمل عمر بن الخطّاب في رعي إبل والده أثناء شبابه، وكان في الجاهلية محباً للهو، والشراب، والنساء، كباقي شباب قريش، فتزوّج تسع نساءٍ، أنجبن له ثمانية أولادٍ، وأربع بناتٍ، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمر بن الخطاب كان مشهوراً بتعصبه لرأيه، واعتداده بنفسه في الجاهلية، وفي إسلامه كان من أشدّ المحاربين للإسلام والمسلمين، وفي أحد الأيام ساء عمر ما وصل إليه حال المسلمين من قومه بعد أن عُذبوا وأوذوا، وهاجروا إلى الحبشة، فقرّر أن يقتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ظناً منه أنّه سينهي ما أصاب قومه بذلك، فخرج متوشحاً سيفه، يبحث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلقيه رجلٌ من بني زهرةٍ، فقال له إلى أين يا ابن الخطاب؟ فقال: أريد ان أقتل محمداً، فقال له: أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم، ثمّ أخبره بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها، فلمّا سمع ذلك، توجّه مسرعاً إلى بيت أخته وزوجها، وعندهم خباب بن الأرت رضي الله عنه، يُعلّمهم القرآن الكريم، فلمّا سمعوا صوت عمر اختبأ خبابٌ، وأخفت فاطمة الصحيفة، فدخل عمر البيت، والغضب يملئ قلبه، فضرب زوج أخته، ثمّ لطم أخته فأدماها، وفي تلك اللحظات العصيبة لمح عمر الصحيفة، فأخذها وقرأ ما بها، فشرح الله صدره للإسلام، وتوجّه إلى دار الأرقم ليعلن إسلامه، فكان إسلامه فتحاً للإسلام والمسلمين، ولقّبه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالفاروق.[2]

إمارة ثاني الخلفاء الراشدين

لمّا مرض أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وشعر باقتراب الأجل، جمع الناس فقام بهم خطيباً، وأخبرهم بما حلّ به من المرض، وأخبرهم بأنّه يشعر باقتراب الأجل، ثم ردّ عليهم بيعتهم، وطلب منهم الإجماع على أميرٍ من بينهم؛ وذلك خوفاً من اختلافهم من بعده، وجمع بعدها الصحابة رضي الله عنهم، من المهاجرين والأنصار، واستشارهم، فكان كلّ واحدٍ منهم يدفع الأمر عن نفسه، ويرى غيره أحقّ بالأمر منه، ثمّ قالوا: (رأينا يا خليفة رسول الله رأيك)، فقال: (فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده)، ثمّ أخذ يستشير كبار الصحابة -رضي الله عنهم- منفردين، فدعا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فقال له: (أخبرني عن ابن الخطاب)، فقال: (هو والله أفضل من رأيك فيه)، ثم أرسل في طلب عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلمّا جاء قال له: (أخبرني عن عمر بن الخطاب)، فقال: (أنت أخبرنا به، اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته، وأنّه ليس فينا مثله)، ثم دعا أسيد بن حضير رضي الله عنه، فسأله عن عمر بن الخطاب، فأثنى عليه كما أثنى الصحابة من قبله، ثمّ دعا سعيد بن زيد رضي الله عنه، فأثنى على عمر بن الخطاب كذلك، واستشار عدداً من المهاجرين والأنصار، فلم يعترض أحدٌ منهم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلّا ما كان من طلحةٍ بن عبيد الله رضي الله عنه، حيث خاف من شدّة عمر بن الخطاب، وبعد أن اطمأن الصدّيق لإجماع الصحابة رضي الله عنهم، كتب كتاباً استخلف به عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمر بنشره ليقرأه الناس في المدينة المنورة، وغيرها من الأنصار، وقبل وفاة الصديق رضي الله عنه، أمر عثمان بن عفان بقراءة كتاب الاستخلاف على الناس، وأخذ البيعة منهم لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فقال عثمان للناس: (أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟) فقالوا: (نعم)، فأقرّوا بذلك ورضوا به، ثمّ أقبلوا على عمر رضي الله عنه، وبايعوه، وفور وفاة الصديق رضي الله عنه، تولّى عمر بن الخطاب الخلافة مباشرةً.[3]

المراجع

  1. ↑ "مختصر قصة الخلفاء الراشدين"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "عهد الفاروق دولة العدل والفتوحات (في ذكرى توليه الخلافة: 22 من جمادى الآخرة 13 هـ)"، archive.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "استخلاف عمر بن الخطاب"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2018. بتصرّف.