-

من هو زوج زينب عليها السلام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

السيّدة زينب

كانت السّيدة خديجة -رضي الله عنها- أوّلَ امرأةٍ تزوّج منها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في حياته، ولقد كانَ من مكانة هذه السّيدة العظيمة أنْ جعل الله جميع ذرّية نبيّه منها، فقد ولدت له جميعَ أولاده ذكوراً وإناثاً، ومن بين الإناث كانتِ السّيدةُ زينبَ -رضي الله عنها- كأوّل بنتٍ يُرزق النبيّ الكريم بها. سنتحدّثُ في هذا المقال عن سيرة هذه السّيدة العظيمة، وزواجِها.

نشأة السيّدة زينب

ولدت زينبُ -رضي الله عنها- قبل أن يُبعث النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-، في السّنة الثّالثة والعشرين قبل الهجرة النّبويّة المشرّفة إلى المدينة، وقد كانت -رضي الله عنها- كسائر بنات النّبي الكريم مثالاً في الورع والتّقوى وحُسن الأخلاق، وعندما بعث الله نبيّه آمنت السّيدة زينب بالرّسالة، وصدّقت بها.

أبو العاص بن الرّبيع زوج السيّدة زينب

تزوّجت السّيدة زينب بابنَ خالتها أبي العاص بن الرّبيع قبل البعثة النّبويّة، وقد كانت السّيدة خديجة -رضي الله عنها- ممّن طلب تزويجَها من ابن أختها هالة بنت خويلد لرغبتِه فيها، وعندما أسلمت السّيدة زينب -رضي الله عنها- أشار كفّار قريش على أبي العاص بأن يفارقَها، وقد رفض هذا المطلب رفضًا شديداً، وأصرّ على بقائها في ذمّته وكلٌّ على دينه.

أسر أبي العاص في معركة بدر

عندما هاجر النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- والمسلمون إلى المدينة المنوّرة كانت زينبُ -رضي الله عنها- ممّن بقي في المدينة مع زوجها أبي العاص بن الرّبيع، وعندما وقعتْ معركة بدر الكبرى في السّنة الثّانية للهجرة كان أبو العاص ممّن تطوّع مع جيش الكفار للقتال في هذه المعركة ضدّ المسلمين، وقد كانت نتيجة المعركة هزيمة الكفّار وأسر أبي العاص، وبعد المعركة عندما بدأ المسلمون بالفصل في أمر الأسرى إذا بالسّيدة زينب ترسلُ قلادة أمّها خديجة بنت خويلد لتفتديَ بها زوجَها أبا العاص من الأسر، وعندما رأى النّبي هذا الموقف رقّ قلبه فتوجّه إلى المسلمين قائلاً: (إن شئتم أن تُطلقوا لها أسيرَها وتردّوا لها مالَها)، فسارع المسلمون إلى فكاكِ أبي العاص وردّه إلى مكّة المكرّمة بعد أن طلب النّبي الكريم منه إرسالَ السّيدة زينب إلى المدينة المنوّرة.

هجرة السيّدة زينب إلى المدينة

وعندما رجع أبو العاصّ إلى مكّة طلب من زينبَ الاستعدادَ للهجرة إلى المدينة، وقد رافقها في تلك الرّحلة أخوه كنانة بين الرّبيع، وفي الرّحلة تعرّض للسّيدة زينب نفرٌ من كفّار قريش، وقاموا بتخويفها فأسقطت حملَها، ثمّ سلمها كنانة أخيراً إلى زيد بن حارثة الذي أوصلها إلى المدينة. وفي السّنة الثّامنة للهجرة قدمَ أبو العاص بن الرّبيع إلى المدينة مسلماً، فردّ عليه النبيُّ زوجَه زينبَ -عليها السلام-، التي ما لبثت إلاّ قليلاً حتّى توفّيت في السّنة نفسها.