-

من الذي كفن الرسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

وفاة الرّسول عليه الصلاة والسلام

كانت وفاة الرّسول عليه الصلاة والسلام ضحى يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، وعلى الرغم من اتفاق العلماء على ذلك إلا أنّهم اختلفوا في تاريخ يوم الإثنين الذي توفي فيه، فنُقل عن الواقدي وجمهور من الناس أنّه في الثاني عشر من شهر ربيع الأول وهذا قول بعيد لأنّ حجة الوداع كانت يوم الجمعة، فلا يستقيم أن يكون يوم الإثنين موافقاً لليوم الثاني عشر من ربيع الأول سواء اكتملت الشهور أم نقُصت، ونُقل عن أبي بكر الخوارزمي أنّه صلى الله عليه وسلّم توفي أوّل ليلة منه، كما ذكر الطبراني أنّه توفي لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول أي في الثاني من ربيع الأول، ومن الجدير بالذكر أنّ المسلمين حينها قد تأخروا في دفن الرسول عليه الصلاة والسلام إلى يوم الثلاثاء بعد أن اختلفوا في موته حتى أزال أبو بكر الصديق الشكّ عنهم.[1]

تغسيل الرّسول عليه الصلاة والسلام

عندما توفي عليه الصلاة والسلام احتار المسلمون في أمرهم، هل يغسلوا محمداً رسول الله عليه الصلاة والسلام بدون ثيابه كما يفعلون مع موتاهم، أم يغسلوه وعليه ثيابه، وبينما هم كذلك إذا أُلقي عليهم سنّة من نوم، ثمّ سمعوا صوتاً من ناحية البيت أن غسّلوا رسول الله وهو بثيابه، فاجتمع من أجل تغسيله عليه الصلاة والسلام الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقثم والفضل ابنا عباس، والعباس بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد، وشقران مولى رسول الله، كما حضر تغسيله الصحابي أوس بن خولي من الأنصار من بني الخزرج، وتولى عليّ تغسيله بعد أن أسنده على صدره، ثمّ دلكه بالماء من فوق قميصه دون أن تمسّ يده جسده الطاهر، وكان الفضل وقثم والعباس يساعدان علياً في تقليب جسد النبي عليه الصلاة والسلام، بينما كان أسامة وشقران يسكبان الماء على جسده الطاهر.[2]

تكفين الرّسول عليه الصلاة والسلام

لم يتم التّصريح أو ذكر أسماء الصحابة الذين كفّنوا الرسول عليه الصلاة والسلام في السنة النبويّة، حيث ورد ذكر من غسله ودفنه صلى الله عليه وسلم، وقد كان تكفينه حين انتهى الصحابة من تغسيله بجلب بثلاثة أثواب صحاريّة من صحار في اليمن، منها بردة حبرة أُدرج فيها الجسد الطاهر ثمّ اكتمل تكفينه [3]، وقيل إنّه عليه الصلاة والسلام كُفّن في ثوب نجراني وربطتين ومعنى الربطة المُلاءة الرقيقة[4]، كما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كُفّن في ثلاثة أثواب سحوليّة بيض من اليمن وكانت من قطن، وليس فيها عمامةً أو قميصاً.[4]

دفن الرّسول عليه الصلاة والسلام

رُفع فراش النبي الكريم فحُفر تحته ثمّ وُضع الجسد الطاهر ودخل عليه المسلمون جماعات رجالاً ونساءً حتى يصلوا عليه، ثمّ تولّى دفنه علي والفضل وقثم وشقران رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك منتصف الليل من يوم الأربعاء.[2]

المراجع

  1. ↑ محمد بن عمر الحضرمي الشافعي (2015)، حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار (الطبعة 4)، السعودية: دار المنهاج، صفحة 390. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن هشام (1990)، السيرة النبوية (الطبعة 3)، بيروت-لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 315-313، جزء 4. بتصرّف.
  3. ↑ محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري (الطبعة 2)، بيروت: دار التراث، صفحة 212، جزء 3. بتصرّف.
  4. ^ أ ب نزار بن عبد القادر بن محمد الريان العسقلاني (2013)، وفاة النبي عليه الصلاة والسلام (الطبعة 2)، غزة-فلسطين: دار المنهاج للدراسات ، صفحة 101-102. بتصرّف.