يُعدُّ الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الشخص الذي كتب شروط صلح الحديبية، وذلك بأمر من الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، حيث أملى رسول الله شروط الصّلح، وكتبها عليّ رضي الله عنه،[1] إذ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ . قال سهيلٌ : أَمَّا الرحمنُ فواللهِ ما أدري ما هو ، ولكن اكتُبْ باسمِك اللهمَّ، كما كنتَ تَكْتُبْ . فقال المسلمون : واللهِ لا نَكْتُبْها إلا بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ . فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: اكتُبْ باسمِك اللهمَّ . ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسولُ اللهِ . فقال سهيلٌ : واللهِ، لو كنَّا نَعْلَمُ أنك رسولُ اللهِ ما صَدَدْنَاك عن البيتِ، ولا قاتلْنَاك ، ولكِنْ اكتُبْ : محمدُ بنُ عبدِ اللهِ ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: واللهِ، إني لرسولُ اللهِ وإن كَذَّبْتُموني ، اكتُبْ: محمدُ بنُ عبدِ الله).[2]
تلخّصت شروط صلح الحديبية في الآتي:[3]
تميّزت معاهدات رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم مع غير المسلمين بأنَّها معاهدات قائمة على العدل، والوفاء، والإخلاص، وحبّ الأمن والسّلم، وما يُدلّل على ذلك هو تنازل رسولنا الكريم عن كتابة البسملة بصورتها الكاملة في أول المعاهدة، وتنازله عن كتابة وصفه بالنبوّة، كما وقَبِلَ أن يعود إلى المدينة هذا العام من غير أداء مناسك العمرة، والطواف ببيت الله الحرام، ووافق أيضاً على جميع شروط صلح الحديبية، هذا فضلاً على حرص المصطفى على إتمام هذا الصّلح رغم الكثير من المشاكل والمعوّقات واعتراض كثير من الصّحابة على شروط الصّلح، إلّا أنّ رسول الله حقق ما يريد، ووقّع معاهدة الصّلح، وكانت نسختان يحتفظ كلّ فريق بنسخته.[4]