-

من غشنا فليس منا

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ ) ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني) رواه مسلم ) وفي رواية أخرى للحديث عند مسلم : (من غشنا فليس منا) .

فالغش اخي القارئ من اخطر الظواهر السائدة في مجتمعنا الحالي والغش هو ان يقوم الكذب مكان الصدق وتتبدل الامانة بالخيانة ويقام الهوى مكان الرشد وكل ذلك لحرص صاحبها في اخفاء الحقيقة وتزين ما هو ليس موجود وهذا التصرف لا يبدر الا من قلب انحرف عن الطريق الصحيح وعن المنهج الذي وضعه لنا رب العزة والجلالة وان اردنا البحث في مجالات الغش فمجالاتها كثيرة جدا وسجل لنا سيدنا محمد هذا الموقف الصغير حين خرج سيدنا محمد للسوق ليشترى حاجياته كانسان فرأي كومه من الحنطة يريد صاحبها بيعها فاعجب سيدنا محمد بهذه البضاعه لما لها من منظر اخاذ جميل تدل على انها بضاعه رائعه ذو جودة عاليه وبعد التفحص بها ظهر ما كان خافيه صاحب البضاعه فما كان من سيدنا محمد الا ان مد يده الشريفه الى داخل تلك الكومة فخرجت يده مبلله فما كان منه الا ان نظر الى صاحب البضاعه وخاطبه بصيغه المعاتب المقهور لما يفعله ذلك التاجر فقال : ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ )فما كان من صاحب الطعام الا انه اردا ان يبرر موقفه ويهدئ من غضب سيدنا محمد عنه فلم يجد اي مبرر فطأطا راسه وقال اصابتة السماء يارسول الله فما كان من سيدنا محمد الا ان يصفح عنه مع تعليمه درسا رائعا في التجارة والتعامل فقال : ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني) وهذا درس ليس للتاجر فحسب وانما درس لكل من استن بسنه نبينا عليه افضل الصلاة واتم التسلم