-

لماذا لحم الجمل يبطل الوضوء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحكمة من إبطال الوضوء بلحم الجمل

لا شكّ بأنّ المسلم مأمورٌ باتّباع ما أمر الله -عز وجل- به، واجتناب ما نهي عنه دون أن يبحث بالضرورة عن العلّة والحكمة من وراء الأمر أو النهي، مع وجوب الإيمان اليقينيّ بأنّ الله -تعالى- حكيمٌ خبيرٌ لم يأمر بشيءٍ إلّا وكان فيه المصلحة للمسلمين في الدنيا والآخرة، كما أنّه لم ينه عن شيءٍ إلّا لثبوت ضرره على المسلم، وإذا وفّق الله المسلم لمعرفة الحكمة من وراء الأمر أو النهي فذلك خيرٌ، أمّا الحكمة في الوضوء من لحم الإبل؛ فقد اختلف العلماء فيها إن كانت أمراً تعبديّاً لا تُعلم علّته، أم كانت أمراً معلولاً؛ أي توجد له علّةٌ وسببٌ، فذهب من رأى بأنّها أمرٌ معلّلٌ بأنّ الحكمة من الوضوء من لحم الإبل أنّ للإبل طبيعةٌ شيطانيّةٌ، حيث ورد في بعض الأحاديث أنّها خُلقت من الشياطين، وفي حديثٍ آخرٍ أنّ على ظهر كُلٍّ منها شيطانٌ، وبالتالي يكون الوضوء من الأكل من لحم الإبل تخلّصٌ من تلك القوّة الشيطانيّة المستمدّة منها.[1]

حكم الوضوء من لحم الإبل

اختلف العلماء في حكم الوضوء من لحم الإبل؛ حيث ذهب جمهور العلماء من الحنفيّة، والمالكيّة، والشافعيّة إلى القول بعدم وجوب الوضوء من لحم الإبل، واستدلّوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كانَ آخرَ الأمرينِ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تركُ الوضوءِ مِمَّا غيَّرتِ النَّارُ)،[2] ووجه الاستدلال من الحديث أنّ كُلّ ما غيّرته النار لا يتوجّب الوضوء منه، وهذا الأمر يشمل لحوم الإبل وغيرها، كما أنّ آخر الأمرين يشير إلى أنّ الأمر الأوّل قد نُسخ بالأمر الثاني، وهو ما يتوجّب الأخذ به في الشريعة، بينما ذهب علماء الحنابلة، وابن باز وابن عثيمين من المعاصرين إلى القول بوجوب الوضوء من لحوم الإبل، واستدلّوا بما رواه البراء بن عازب: (سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن الوضوءِ من لُحومِ الإبلِ؟ فقالَ توضَّؤوا منها، وسُئلَ عن الوضوءِ من لُحومِ الغنمِ فقالَ لا تتوضَّؤوا منها).[3][4]

حكم الصلاة في مكان بروك الإبل

نهى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في مكان بروك الإبل دون غيرها من الأنعام، وذكر العلماء علّة الصلاة فيها بأنّ الإبل قد تعمل عمل الشياطين، فلا يؤمن المسلم من تشويشها عليه في الصلاة، وحمل جمهور العلماء النهي في الحديث على الكراهة، بينما حمله الحنابلة على التحريم.[5]

المراجع

  1. ↑ "حكمة الوضوء من الأكل من لحم الإبل"، www.islamqa.info، 2009-5-15، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-10. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 192، صحيح .
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 81، صحيح.
  4. ↑ "الموسوعة الفقهية / أكل لحوم الجزور (الإبل)"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-10. بتصرّف.
  5. ↑ "سبب النهي عن الصلاة في معاطن الإبل "، www.islamweb.net، 2007-10-3، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-10. بتصرّف.